الذكرى السبعين لاستشهاد علال بن عبد الله


الذكرى السبعين لاستشهاد علال بن عبد الله صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      يخلد الشعب المغربي، يوم غد الاثنين، الذكرى السبعين لاستشهاد "علال بن عبد الله"، بطل وهب روحه وفاء لمقدسات الوطن وثوابته، مبرهنا عن عمق الحس الوطني والوعي النضالي، ليصبح بذلك رمزا للشجاعة والتشبث بالعرش العلوي المجيد وبالتوابث الوطنية.

 ففي 11 شتنبر من سنة 1953، خرج الشهيد علال بن عبد الله بن البشير الزروالي المزداد سنة 1916، بقبيلة هوارة بجرسيف حيث اشتغل هناك بحرفة الصباغة، لينتقل بعد ذلك إلى مدينة الرباط حيث استقر بحي العكاري، واستطاع ربط علاقات مع عدد من تجار المدينة ورجالاتها ووطنييها لما عرف عنه من خصال حميدة وأخلاق حسنة وسجايا فاضل، فضلا عن وطنيته الصادقة، وشهامته وتواضعه وصدقه ووفائه. مسلحا بإيمانه ليهاجم صنيعة الاستعمار "ابن عرفة" وهو في طريقه لأداء صلاة الجمعة، ليبرهن بهذه الخطوة المقدامة عن قمة الشعور الوطني ومدى تمسك المغاربة بملكهم الشرعي، بطل التحرير والاستقلال ورمز المقاومة، وموقفهم الرافض للفعلة النكراء لسلطات الإقامة العامة للحماية الفرنسية حينما امتدت أياديها في 20 غشت 1953 إلى رمز سيادة الأمة جلالة المغفور له محمد الخامس طيب الله ثراه وأسرته الملكية الشريفة، وأقدمت على نفيه بعيدا عن أرض الوطن.

وذكرت المندوبية السامية لقدماء المقاومين وأعضاء جيش التحرير أن المستعمر الفرنسي كان يتوهم أنه بتفكيك العروة الوثقى بين الملك وشعبه، سيخمد جذوة الروح الوطنية والمقاومة، لكن التحام المغاربة الوثيق وترابطهم المتين قمة وقاعدة، كان القوة الضاربة والصخرة الصلبة التي تحطمت عليها فعلته النكراء، إذ أفشل مخططاته التي كانت تستهدف طمس الهوية المغربية والنيل من السيادة الوطنية، لكن حدث ما لم يكن في حسبان السلطات الاستعمارية، فقد تقوت والتأمت وتراصت صفوف الحركة الوطنية وتأججت الروح النضالية في وعي ووجدان الشعب المغربي الأبي، الذي أعلنها ثورة عارمة في وجه التحدي الاستعماري والمساس برمز السيادة والوحدة الوطنية. وأضافت المندوبية، أن أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير و هي تخلد، ككل سنة، هذه الذكرى المجيدة، لتؤكد على واجب الوفاء والبرور بالذاكرة التاريخية الوطنية وبرموزها وأعلامها وأبطالها الغر الميامين. وهي في ذات الوقت، تحرص على إيصال الرسائل البليغة والإشارات القوية وإشاعة رصيد القيم والمثل العليا ومكارم الأخلاق في أوساط وصفوف الشباب والناشئة والأجيال الجديدة والقادمة.

واعتبارا لما لهذه الذكرى المجيدة من مكانة مميزة في سجل تاريخ الكفاح الوطني الطافح بالأمجاد والبطولات،  ستقيم أسرة الحركة الوطنية والمقاومة وجيش التحرير وقفة رمزية أمام قبر الشهيد البطل "علال بن عبد الله" بمقبرة الشهداء بالرباط للترحم على روحه الطاهرة وعلى أرواح شهداء ملحمة الاستقلال والوحدة الترابية، وفي طليعتهم "ملك الشعب" جلالة المغفور له محمد الخامس ورفيقه في الكفاح والمنفى جلالة المغفور له الحسن الثاني قدس الله روحيهما.

اترك تعليقاً