أبعاد وتحديات الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي
انطلقت، يوم الثلاثاء بالقاهرة، أشغال المؤتمر العربي الثالث والعشرون حول الأساليب الحديثة في إدارة المستشفيات، والذي ينعقد تحت شعار "الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي: الأبعاد والتحديات"، بمشاركة خبراء ومختصين في القطاع الصحي من أزيد من 15 دولة عربية، من بينها المغرب، ممثلا بالسيدة نجوى الطويل أستاذة علم الأشعة بكلية الطب والصيدلية بجامعة الحسن الثاني بالدار البيضاء، التي قدمت عرضا حول التجربة المغربية في استخدام الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي.
وأشارت في تصريح لها، إلى التطور الملحوظ الذي يعرفه توظيف الذكاء الاصطناعي في المجال الطبي بالمملكة، موضحة أن المغرب يعد ضمن التجارب الأربع الناجحة في العالم العربي في هذا المجال إلى جانب كل من المملكة العربية السعودية ودولة الإمارات العربية المتحدة وجمهورية مصر العربية.
وسلطت الضوء على جوانب متعددة لتوظيف الذكاء الاصطناعي في المجال الصحي، مشيرة إلى الإيجابيات العديدة لاستخدامه في مجال طب الأشعة، على سبيل المثال، حيث يساهم في زيادة دقة التشخيص الطبي للحالات المرضية إلى جانب تقليص التكاليف.
والمؤتمر، الذي تنظمه المنظمة العربية للتنمية الإدارية على مدى يومين، بتعاون مع عدد من المؤسسات الدولية والإقليمية من بينها المكتب الإقليمي للشرق الأوسط لمنظمة الصحة العالمية وجامعة الدول العربية، يسلط الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز النظم الصحية، وعرض الأبعاد والفرص والتحديات لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي، بالإضافة إلى بيان دور الابتكارات الجديدة والأبحاث الطبية في مجال تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي، فضلا عن استعراض التجارب الناجحة في تطبيق الذكاء الاصطناعي في مجالات الرعاية الصحية.
وذلك من خلال محاور: دور الذكاء الاصطناعي في تعزيز النظم الصحية، وفي تحقيق التغطية الصحية الشاملة والأمن الصحي والجاهزية للجوائح المستقبلية، وتأثير تطبيقات الذكاء الاصطناعي في اقتصاديات الصحة، والأبعاد والفرص والتحديات لتطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي، والتغيرات في نموذج الرعاية الصحية في ضوء تطبيقات الذكاء الاصطناعي.
ومن خلال بحث المشاركين لمواضيع: الابتكارات الجديدة والأبحاث الطبية في مجال تطوير تطبيقات الذكاء الاصطناعي لتحسين الرعاية الصحية، التطبيب عن بعد والذكاء الاصطناعي، التجارب الناجحة في تطبيق الذكاء الاصطناعي في مجالات الرعاية الصحية، واستعراض تجارب عربية ودولية ناجحة في تطبيق الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي، والشراكات والتعاون بين الشركات التكنولوجية ومقدمي الرعاية الصحية لتعزيز تطبيقات الذكاء الاصطناعي في القطاع الصحي.
وأكد ناصر القحطاني، المدير العام للمنظمة، أن التحول الرقمي، ومن بعده الذكاء الاصطناعي، أحدث نقلة نوعية في تقديم خدمات الرعاية الصحية، حيث قدم العديد من التطبيقات في مجال رعاية المرضى والبحث الطبي، ولعل أهمها تحليل التصوير الطبي والذي يساعد في الكشف المبكر عن الأمراض، بالإضافة إلى تحسين خطط العلاج.
إلا أنه توجد العديد من التحديات القانونية المرتبطة باستخدام الذكاء الاصطناعي في تقديم خدمات الرعاية الصحية، من أهمها: المسؤولية والمساءلة عن الأخطاء الطبية والأضرار الصحية، خصوصية البيانات وأمانها، بالإضافة إلى ملكية البيانات ومشاركتها، فضلا عن قضايا الملكية الفكرية وملكية براءات الاختراع التي تم إنشاؤها بواسطة الذكاء الاصطناعي.
ومن جهتها، أبرزت حنان بلخي، المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية لإقليم شرق المتوسط، أن المنظمة ملتزمة بنشر تطبيقات الذكاء الاصطناعي في كافة الدول الأعضاء، مشيرة إلى أهمية هذا المؤتمر في تعزيز العلاج القائم على الذكاء الاصطناعي، من خلال تبادل وتيسير الحوار الإقليمي في هذا المجال.
كما أكدت على أن منظمة الصحة العالمية معنية بإحداث تحول جوهري في خدمات الرعاية الصحية، وأن يحصل جميع الناس على قدم المساواة على الخدمات الصحية الجيدة التي يتم تصميمها على نحو يلبي جميع الاحتياجات واحترام الاختيارات المتنوعة.