طنجة تشهد ملتقى ابن بطوطة للتسامح في دورته الثانية


 طنجة تشهد ملتقى ابن بطوطة للتسامح في دورته الثانية
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      احتضن قصر الفنون والثقافة بطنجة، يوم أمس الجمعة، ملتقى ابن بطوطة الدولي الثاني للتسامح والتقارب بين الشعوب، تحت شعار "الثقافة في خدمة التنمية المستدامة"، وذلك بمناسبة الاحتفال بمرور 700 عام على انطلاق ابن بطوطة في رحلته من مدينة البوغاز.

ويندرج الملتقى، الذي نظمته شركة التهيئة من أجل إعادة توظيف ميناء طنجة المدينة، بالتعاون مع مؤسسة عبد الهادي التازي، في إطار مشروع تهيئة المنطقة المينائية بطنجة وتثمين التراث التاريخي والثقافي للمدينة العتيقة لطنجة 2020 – 2024، كما يسعى إلى ترسيخ قيم التسامح والتعايش والتقارب بين الشعوب، وهي القيم التي شكلت روح الكتابات حول الرحلات التي قام بها هذا الرحالة الكبير، والتي قادته من طنجة إلى الصين.

وأكد المدير العام لشركة التهيئة من أجل إعادة توظيف ميناء طنجة المدينة، محمد أوعناية، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن هذا اللقاء يستلهم مغامرات ابن بطوطة، الذي يشكل جزءا مهما من تاريخ المغرب وشخصية تحظى بالاحترام في العالم بأسره، لمساهمته في نقل قيم التسامح والعيش المشترك والتقارب بين الناس، مضيفا أنه، أيضا، فرصة للترويج للتراث والثقافة المغربيين والتعريف بهما.

في السياق ذاته، أشار السيد أوعناية إلى دور مشروع إعادة توظيف ميناء مدينة طنجة، لاسيما ما يتعلق بانفتاح الميناء على المدينة، والمدينة على الميناء بعدما كانا معزولين مع مرور الزمن، منوها بأن الميناء بدأ في الانفتاح على بيئته، وفقا للرؤية الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بهدف تعزيز التأثير الثقافي لطنجة ونسيجها العمراني العتيق وتعزيز جاذبيتها السياحية.

في هذا السياق، سجل بأن طنجة أصبحت محطة وقوف مفضلة بالنسبة للسفن المتخصصة في الرحلات الترفيهية والسياحية البحرية.

بدوره، أشار أحمد التازي، ممثل مؤسسة عبد الهادي التازي، إلى أن هذا اللقاء يهدف إلى تعزيز الدبلوماسية الثقافية أو الموازية، التي تعتبر رافعة أساسية للتنمية، كما تساهم في بناء الجسور الثقافية بين المجتمعات والأفراد، بغاية إرساء ثقافة السلام والتسامح، وهي من المثاليات التي دعا إليها الرحالة المغربي الكبير.

من جانبه، ذكر الخبير في مركز حوار الحضارات بالإيسيسكو، هاني علي البلوي، بأن رحلة ابن بطوطة ترمز، قبل كل شيء، إلى الانفتاح على الثقافات الأخرى وتلبية فضول الاكتشاف بهدف إثراء نفسه وثقافته، مسلطا الضوء على الكتاب الذي يقص تفاصيل سفر الرحالة باعتباره تجسيدا عمليا لهذا التلاقي والتقارب مع الآخرين.

أما رئيس قسم المتاحف ببنك المغرب، رشدي البرنوصي، فتطرق إلى أسفار وكتابات ابن بطوطة على تاريخ المملكة عموما، وطنجة خصوصا، متوقفا بشكل خاص عند الزاوية التي تطرق من خلالها إلى عملات وتاريخها وإبراز أوجه التشابه الاقتصادية والجبائية مع الدول التي عبرها الرحالة.

تجدر الإشارة إلى أن مشاركة مؤسسة عبد الهادي التازي في هذا اللقاء تأتي تجسيدا لمساهمة المؤرخ الكبير عبد الهادي التازي والدور الذي لعبه، خلال حياته، في تسليط الضوء على الرحالة الكبير ابن بطوطة والدفاع عن قيم السلام والتسامح والتقارب بين الشعوب.

يذكر أنه، في فبراير 2022، افتتحت شركة التهيئة من أجل إعادة توظيف ميناء طنجة المدينة فضاء عرض ذاكرة ابن بطوطة ببرج النعام بالمدينة العتيقة لطنجة، بعد إعادة تأهيله وتثمينه، حيث يقدم مسيرة حياة ورحلات ابن بطوطة عبر العالم، مما ساهم في إثراء العرض السياحي والثقافي لمدينة البوغاز وتحسين جاذبيتها السياحية على المستويين الوطني والدولي.

وقد تم إغناء هذا الفضاء، الذي أصبح مزارا أساسيا للسياح والتلاميذ الباحثين عن الاطلاع على تاريخ الرحالة المغربي، بفضل مساهمة مؤسسة عبد الهادي التازي وبنك المغرب بعدد من الكتب والمخطوطات والمسكوكات.

اترك تعليقاً