مارشي سنطرال بالدار البيضاء يعرف رواجا هاما خلال الشهر الفضيل


مارشي سنطرال بالدار البيضاء يعرف رواجا هاما خلال الشهر الفضيل
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      يشهد السوق المركزي بالدار البيضاء رواجا هاما وإقبالا كبيرا، خلال هذه الأيام، حيث يتوافد البيضاويون على هذا الفضاء من أجل اقتناء مختلف المنتجات والمواد الغذائية الضرورية لشهر رمضان الكريم.

وهذت ما جعل الحركة التجارية، منذ أولى أيام هذا الشهر الفضيل، تعرف دينامية مهمة، تشمل مختلف المحلات والفضاءات التجارية المتواجدة بالسوق، وعلى رأسها الفضاء الخاص ببيع الأسماك التي تعد من بين المكونات الأساسية لمائدة الإفطار لدى عدد كبير من الأسر البيضاوية.

ويضم السوق المركزي أو "المارشي سنطرال"، والذي يعد أحد أهم الأسواق وأقدمها بالعاصمة الاقتصادية، عدة مناطق مقسمة حسب المنتجات، منها المخصصة لبيع الأسماك وأخرى لبيع اللحوم وللمطاعم وباعة الخضروات والفواكه، بالإضافة إلى باعة الورود وغيرها.

ويحضرا لعنصر النسوي، بقوة، في السوق المركزي بالدار البيضاء، خاصة في الجهة المتعلقة ببيع السمك: فخديجة التي تعمل منذ عشرين سنة بهذه السوق تعرض لمجموعة من الزوار الأجانب مختلف أنواع الأسماك المتواجدة وفوائدها، وتحثهم بابتسامتها العريضة وشروحاتها التي تنم عن حرفية كبيرة، لاقتناء المنتجات السمكية التي تتميز "بأثمنة مناسبة وجودة عالية".

تقول خديجة في تصريح صحفي: " أشتغل منذ عشرين سنة في بيع السمك بالمارشي سنطرال إلى جانب مجموعة من النساء الأخريات، مبرزة أنه "هنا، لا فرق بيننا وبين الرجال، حيث نقوم بعملنا على أكمل وجه ونعمل إلى جانب زملائنا في جو أخوي"، مؤكدة أنه، رغم الارتفاع النسبي لأثمنة بعض أنواع الأسماك، إلا أن الإقبال ما يزال مهما، مبرزة أن "مارشي سنطرال يعرف حركة مهمة سواء من طرف سكان البيضاء أو الزوار الأجانب الذين يجدون مختلف أنواع الأسماك بجودة عالية".

وفي تصريح مماثل، قال عبد الإله عكوري رئيس جمعية تجار السوق المركزي للتنمية المستدامة، وهو أيضا تاجر أسماك بالسوق، إن المنطقة المخصصة لبيع الأسماك، في السوق المركزي بالدار البيضاء، تعرف انتعاشة مهمة وإقبالا كبيرا من طرف البيضاويين، مشيرا إلى أن الأنواع التي يقبل عليها البيضاويون بشكل كبير، تشمل على الخصوص، السردين والكلمار وسمك الأنشوبة والميرلا والسمك الكبير بشكل أقل.

وأبرز أن هذا الإقبال الكبير يأتي، رغم الارتفاع النسبي لأسعار الأسماك، بسبب على الخصوص، عامل الجو وارتفاع كلفة النقل، مؤكدا في المقابل أن مختلف أنواع الأسماك يتوقع أن تشهد بعد منتصف رمضان انخفاضا في الأسعار.

وعن سبب إقبال البيضاويين على مارشي سنطرال، رغم المنافسة القوية من طرف مجموعة من الأسواق الكبرى، أكد السيد عكوري أن عددا كبيرا من الزبناء، الذين يتوافدون على "مارشي سنطرال"، هم زبناء أوفياء بفضل علاقة الثقة التي أصبحت تجمع بينهم وبين التجار على مر السنوات، مضيفا أن الأمر يتعلق أيضا بالجودة العالية للمنتجات وجوانب النظافة والسلامة الصحية.

وأضاف أن البيضاويين تجمعهم علاقة خاصة مع السوق المركزي الذي يعد معلمة تاريخية مهمة، والتي استعادت شيئا من بريقها بفضل عملية إعادة الهيكلة التي عرفتها السوق.

 وفي تصريح مماثل، أبرز مصطفى التاروبي بائع فواكه، يشتغل منذ حوالي خمسة وأربعين سنة بمارشي سنطرال، أن تجار السوق يحرصون على اقتناء منتجات ذات جودة عالية، مسجلا في الوقت ذاته أن بعض الفواكه تعرف هذه الأيام ارتفاعا نسبيا في الأثمنة.

وأكد أن العرض من الفواكه وفير ومتنوع يلبي جميع الأذواق والاحتياجات، سواء الفواكه المحلية أو المستوردة، مشيرا إلى أن حوالي سبعين في المائة من الفواكه المتوفرة محلية.

من جهته، أبرز لحسن زرزور، تاجر مختص في بيع العسل وزيت الزيتون وزيت الأركان، بالسوق المركزي، أن العرض وفير والأثمنة مستقرة ولم تعرف تغييرا كبيرا، مشيرا إلى أن الزبناء يقبلون بشكل كبير على عسل الدغموس والزعتر والزعيترة والخروب، والأوكالبتوس الذي يتراوح ثمنه بين 80 و100 درهم، بينما يقبل مرضى السكري على عسل "ساسنو".

وأكد أن أغلب التجار هنا يعتمدون على علاقة الثقة التي بنوها على مدى سنوات مع زبنائهم، مبرزا أنه "نتواجد في هذا السوق منذ أزيد من خمسين سنة، لدينا زبناء أوفياء منذ أجيال".

وأبرز في هذا الخصوص، أن "هذه الثقة تفرض علينا دائما الحرص على جودة منتوجاتنا"، مؤكدا أن جميع المنتجات حاصلة على شهادة السلامة الصحية من المكتب الوطني للسلامة الصحية للمنتجات الغذائية.

هي إذن علاقة خاصة ومتميزة تربط البيضاويين بالمارشي سنطرال، علاقة متجذرة في التاريخ وتنتقل جيلا عن جيل، إذ تعطي حياة ودينامية جديدتين لهذه المعلمة التاريخية التي يبلغ عمرها أزيد من مائة سنة.

اترك تعليقاً