لحاق صحراوية يستمر في أجواء تنافسية إنسانية
تواصلت، لليوم الثاني على التوالي، منافسات التظاهرة الرياضية النسائية "لحاق الصحراوية 2025" في أجواء حماسية، حيث خاضت المتسابقات تحدي تسلق الكثبان الرملية لمسافة تتجاوز 6 كيلومترات جريا، تلاه سباق بالدراجات لمسافة 20 كيلومترا في تضاريس صحراوية وعرة.
وتميز مسار هذا السباق بالتضاريس التي تطلبت من المشاركات مهارات خاصة وقدرات ذهنية عالية في قيادة الدراجات على الرمال المتحركة، مرورا بالمنعطفات الحادة والمنحدرات الرملية والصخرية، حيث واجهت المتسابقات، اللواتي يتنافسن ضمن نظام الثنائيات، تحديات صعبة في أجواء حماسية عكست روح المغامرة والتحدي.
وأكد عضو اللجنة المنظمة لهذه المرحلة، لورون كراك، في تصريح صحفي، أن "الغرض من هذا السباق هو اختبار قدرات المتنافسات على التأقلم مع التحديات الطبيعية للصحراء"، مضيفا أن مسار السباق تم تصميمه ليختبر قدراتهن البدنية والذهنية معا.
وفي مشهد يعكس روح المغامرة، قالت المتسابقة الكندية أميرة سرادج:"إنه تحد فريد من نوعه، الصحراء تعلمنا معنى الصبر والإصرار، التعاون مع شريكتي في السباق منحني دفعة معنوية إضافية".
وأضافت أميرة "ما يميز هذا السباق هو روح التضامن بين جميع المتسابقات، عندما نرى ثنائيا يواجه صعوبة، نتوقف جميعا"، معبرة عن إعجابها بالروح الجماعية التي تجعل من هذا اللحاق "تجربة إنسانية قبل أن تكون منافسة رياضية".
من جانبها، قالت المتسابقة المغربية ملاك نضيف: إنه "بالرغم من صعوبة المسار، خاصة في مرحلة ركوب الدراجات، إلا أن الشعور بالإنجاز عند تخطي كل خطوة لا يوصف، خاصة أن جوائز هذه المسابقات ستقدم لتجهيز منشآت للأطفال في الداخلة".
وتابعت أن "التنافس في ثنائيات يجعل السباق أكثر متعة وأمانا، فنحن نكمل بعضنا البعض، وعندما تتعب إحدانا، تشجعها الأخرى على المواصلة"، واصفة هذا التعاون بين نساء من جنسيات مختلفة "بالتجسيد الحقيقي للقيم النبيلة للرياضة".
وتميز المشهد العام للسباق بمشاركة نسائية متنوعة من مختلف الأعمار والجنسيات، حيث تجسدت هذه الفسيفساء البشرية في مشاهد مؤثرة على الرمال الذهبية في تجربة فريدة، تتجاوز حدود اللغة والثقافة، وتعكس التنوع الذي يميز هذا الحدث الرياضي، مما أضفى بعدا إنسانيا وثقافيا على المنافسة، وعزز من قيم التضامن التي يسعى السباق إلى ترسيخها.
يشار إلى أن "لحاق صحراوية"، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس إلى غاية 8 فبراير الجاري، قد فرض نفسه، منذ انطلاقه كموعد رياضي نسائي بارز، بفضل التزامه القوي بدعم القضايا الاجتماعية وتميز برنامجه الرياضي.
كما تحول هذا الحدث، بعد عقد من النجاح، من مجرد حدث رياضي إلى مناسبة لتكوين روابط مشتركة بين نساء متضامنات، تتجاوز الحدود والتخصصات للنهوض بقيم التقاسم والتآزر.