قراءة تقنية في فوز المنتخب المغربي على الكونغو برازافيل


قراءة تقنية في فوز المنتخب المغربي على الكونغو برازافيل صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - محمد نجيب السجاع

      بالنتيجة التي حققها المنتخب المغربي أمس الثلاثاء بفوزه على منتخب الكونغو برازافيل بستة أهداف نظيفة، تعاقب على تسجيلها كل من: عز الدين أوناحي في الدقيقة الثامنة، شادي رياض في الدقيقة 16، أيوب الكعبي هاترك (في الدقائق: 20و 39 و53)، ثم سفيان رحيمي في الدقيقة 62، والتي أبقته في صدارة المجموعة بالعلامة الكاملة (9 نقاط)، متبوعا بمنتخب تنزانيا بستة نقط ثم كل من زامبيا والنيجر بثلاثة نقط وأخيرا منتخب الكونغو برازافيل بصفر نقطة، وتمكنه من إعادة قيمته الهجومية الحقيقية بالنظر للنجوم التي يتوفر عليها والتي تألقت بشكل ملفت مع فرقها الأوروبية والخليجية، هذا بغض النظر عن قيمة الخصم الذي كان في المواجهة. وبالعودة إلى المباراة من الناحية التقنية والتكتيكية، وبصفة خاصة بعد الوجه الباهت الذي ظهر به المنتخب الوطني المغربي خلال منافسات كأس إفريقيا للأمم الأخيرة بكوت ديفوار، وكذا خلال المباريات التي أجراها بعد ذلك وخاصة الأخيرة أمام زامبيا رغم الفوز بهدفين لواحد، فقد تبين جليا أن الناخب الوطني وليد الكراكي قد استمع جيدا لنبض الجمهور المغربي الشغوف بكرة القدم والعارف بخباياها بنسبة لا بأس بها، حين أقدم على القيام ببعض التعديلات في التشكيلة وطريقة اللعب. حيث قام بتغيير رومان سايس المصاب برياض شادي. وعودة سفيان أمرابط إلى مكانه عوض اللاعب الشاب الموهوب العزوزي (المصاب). وإدخال أيوب الكعبي المتوهج منذ انطلاق المباراة عوض يوسف النصيري. أما على مستوى طريقة اللعب فقد أعطى إشارات واضحة لكل من زياش وبن الصغير للدخول بين الفينة والأخرى إلى الوسط لفسح المجال أمام كل من حكيمي وعطية الله للصعود عبر الأجنحة ومد المهاجمين بكرات عرضية او تمريرات جانبية أو بينية، ظنا منه أن الخصم سيركن إلى الوراء ويعتمد الهجمات المضادة. إلا أن منتخب الكنغو بدا منفكا وخجولا ومرتبكا إلى حد كبير، تاركا أمام العناصر الوطنية مساحات وفراغات ساعدت بشكل كبير الهجوم المغربي الذي ظل يضغط بزيادة عددية طيلة المباراة، مع الضغط على حامل الكرة عند فقدانها واسترجاعها في أسرع وقت ممكن في بناء العديد من الفرص من طرف مهاجمي المنتخب المغربي، حيث لولا ضياع العديد منها لكانت النتيجة أكبر. هذا بالإضافة إلى الروح القتالية التي أبداها اللاعبون المغاربة وخاصة عند افتكاكهم للكرة من عند الخصم. وكذا روح الانسجام التي بدأ ت تظهر بين جل العناصر الوطنية. إضافة إلى التغييرات التي قام بها وليد أثناء الشوط الثاني من اللقاء، والتي أظهرت بالملموس أن دكة الاحتياط الوطنية بخير لأنها تزخر بنجوم لا يقلون قيمة عن الرسميين. فبدخول سفيان رحيمي والنصيري وأخو ماش وعدلي والخنوس، لم نلمس أي تراجع أو ارتباك في المجموعة، بل شاهدنا ارتفاع النسق لعدة مرات وخلق العديد من الفرص.

علاوة على ذلك، أصبح المنتخب الوطني يمتلك لاعبين شباب من المستوى الرفيع، أمثال: دياز-بن الصغير، الخنوس شادي رياض، أخوماش، عدلي، حكيمي، رحيمي، أوناحي، أمرابط، النصيري، العزوزي... وذوو التجربة أمثال: بونو، أكرد، زياش، الكعبي، المحمدي، سايس....وهذه كلها مكاسب إيجابية يتوفر عليها المنتخب الوطني المغربي دون غيره من الكثير من المنتخبات العالمية، يجب حسن استغلالها وحسن توظيفها (الرجل المناسب في المكان المناسب وفي الزمان المناسب)، حتى نتمكن من الوقوف بكل ندية أمام أعتد المنتخبات التي تفوق الكونغو برازافيل قوة وتنظيما وتصنيفا، وآنذاك ستتأكد قوة وقيمة منتخبنا الوطني بصورة أوضح. 

اترك تعليقاً