المهرجان الوطني للفنون الشعبية في نسخته ال53 يحتفي بالعلاقات المغربية-الصينية
في سمر فني بهيج فياض باللحن والنغم العذب وبإيقاعات راقصة، تردد صداها في زوايا وأركان قصر الباهية التاريخي، احتفت الدورة الـ 53 للمهرجان الوطني للفنون الشعبية بعلاقات الصداقة المغربية- الصينية.
وتأتي هذه الليلة المغربية -الصينية داخل هذا الفضاء الزاهي بألوانه الطبيعية والأنيق بمعماره المغربي العريق، في إطار برنامج نسخة هذه السنة الغني بالعروض والمتنوع بالألوان الموسيقية من مختلف الأصناف التراثية المغربية والأجنبية للدول التي تحل ضيفة على المدينة الحمراء طيلة أيام هذه التظاهرة، المستمرة إلى غاية 8 يوليوز الجاري.
وحضر هذا السمر على الخصوص، سفير جمهورية الصين الشعبية بالمغرب، لي تشانغ لين، مرفقا بوفد من السفارة، ورئيس جمعية الأطلس الكبير المنظمة لهذا المهرجان العريق، محمد كنيديري، وعدد من الوجوه المرموقة من عوالم الفن والثقافة والإعلام، فضلا عن ممثلي السلطات المحلية والمصالح الخارجية والمجتمع المدني.
وخلال هذه السهرة الرائعة، قدمت فرقة "طريق الحرير"، في قالب الكوميديا الموسيقية، عرضا مفعما بالألحان والإيقاعات الآسيوية الصينية التي طوعها أعضاء المجموعة لحكي قصة رومانسية، في تجسيد جميل للثقافة الشعبية الصينية العريقة.
وفي محاكاة رائعة للريبرتوار العربي العصري من الأغنية الشبابية، أدت الفرقة الصينية معزوفة الأغنية المصرية الشهيرة "ثلاث دقات"، مستعينة بآلات صينية تقليدية، في لوحة أثارت إعجابا شديدا لدى الحضور.
وبعد هذا العرض الذي افتتح ليلة الصداقة المغربية -الصينية، كان الجمهور على موعد مع وصلات فنية رفقة مجموعات تراثية مثل فرقة الحوزي الشعبي المراكشي، وفرقة الساحة الكناوية وفرقة غياتة التبوريدة وفرقة بابانا التي أتحفت الحضور بـ"تقيتيقاتها" المراكشية التي تعكس الشخصية المغربية الأصيلة وتجسد نمط الحياة المغربي المتميز بالبساطة والسرور والنكتة.
وبهذه المناسبة، أوضح السفير الصيني، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، أن الصين والمغرب يتمتعان بتاريخ عريق وثقافة استثنائية، مبرزا أنه "عندما تلتقي هاتان الثقافتان العظيمتان، تتولد شرارات من الإلهام الكبير".
وأكد أن جمهورية الصين الشعبية والمملكة المغربية تعملان معا بشكل مستمر من أجل سيادة قيم التنوع الثقافي وتعزيز حوار الحضارات، معربا عن سعادته لاختيار بلده ضيف شرف هذه النسخة من المهرجان الوطني للفنون الشعبية بمراكش.
وأشار الدبلوماسي الصيني إلى أن سفارة بلاده لن تدخر أي جهد للعمل مع الجانب المغربي من أجل الانتقال بالتبادلات الثقافية إلى مستوى رفيع، معتبرا هذه التبادلات مفيدة وتسمح بتعزيز التعاون بين البلدين والتفاهم بين الشعبين المغربي والصيني.
من جهته، أعرب السيد كنيديري، في تصريح مماثل، عن سعادته لاحتضان قصر الباهية الجميل لليالي الموضوعاتية التي تسلط الضوء، من خلال الفن، على متانة العلاقات بين المملكة والدول التي حلت ضيفة على المهرجان.
وبعد أن أبرز عمق العلاقات بين المملكة والصين التي تعززت بعد الزيارة التاريخية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس سنة 2016، أشار السيد كنيديري إلى أن ليلة الصداقة هاته تحتفي بالعلاقات الطيبة بين البلدين، وتقدم لوحات فنية رائعة من كلا الجانبين.
ويشارك في هذه الدورة، التي تنظم تحت شعار "الإيقاعات والرموز الخالدة"، مئات الفنانين يمثلون أزيد من 30 فرقة فلكلورية بالمغرب، وكذا العديد من الفرق الأجنبية من دول الصين واندونيسيا وبوركينا فاسو.
وتتميز هذه النسخة، المنظمة بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، وولاية جهة مراكش آسفي وعدد من الشركاء الآخرين، بتخصيص منصتين للفرجة بكل من ساحة جامع الفنا، وساحة جنان الحارثي، إلى جانب تنظيم فقرة "ليالي موضوعاتية" بقصر الباهية.
كما تشهد هذه التظاهرة إقامة أمسية دولية بمشاركة مجموعات فنية صينية وأندونيسية ومغربية، إلى جانب فقرة "ليالي النجوم" التي تكرم هذه السنة الفنان والملحن نعمان لحلو.