الرصاني تحتفي بموسيقى الملحون التراث الثقافي الإنساني اللامادي
شهدت مدينة الريصاني، أمس الخميس، إحياء أمسية موسيقية احتفاء بإدراج الملحون في قائمة التراث الثقافي غير المادي للإنسانية خلال الدورة الثامنة عشرة للجنة الحكومية الدولية لصون التراث الثقافي غير المادي التابعة لليونسكو.
وتميز برنامج هذه الأمسية الموسيقية، التي نظمتها المديرية الجهوية للثقافة بدرعه تافيلالت، بمشاركة جوقين موسيقيين محليين للملحون قدما ألحانا وأغاني رائعة من هذا الفن الشعري الموسيقي الذي نشأ في الريصاني، العاصمة العريقة لتافيلالت.
وفي أجواء احتفالية، تفاعل الجمهور مع إيقاعات العود والدربوكة والكمان وغيرها من الآلات الوترية المستخدمة في الملحون، والأشعار الشهيرة لهذا النوع الموسيقي، أداها جوقا جمعية تافيلالت لفن الملحون وجمعية الريصاني للموسيقى والفنون الشعبية والملحون.
وأكدت المحافظة الجهوية للتراث الثقافي بدرعة تافيلالت، أسماء أمزيان، بهذه المناسبة، أن إدراج الملحون في قائمة اليونسكو للتراث الثقافي غير المادي الإنسانية يشكل اعترافا دوليا بتراث مغربي أصيل.
وأضافت أن هذا الإدراج يشكل اعترافا أيضا بالجهود التي تبذلها المملكة، وفقا للرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من أجل الحفاظ على التراث الثقافي المغربي والنهوض به، مشيرة إلى أن الملحون يشكل أحد المصادر الفنية الغنية للمغرب ومكونا مرجعيا للهوية الثقافية المغربية العريقة.
من جانبه، أكد مصطفى اليوسفي، رئيس جمعية تافيلالت لفن الملحون، أن هذا الإدراج يمثل اعترافا بمساهمة الفنانين المغاربة الذين عملوا على نقل هذا الفن المغربي الممتد لقرون عديدة من جيل إلى جيل.
كما أشاد بالجهود الحثيثة التي تبذلها المملكة، تحت القيادة الحكيمة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، من أجل الحفاظ على تراثها الثقافي غير المادي، ولا سيما الملحون الذي يشكل، بفضل الحكم التي تتناقلها قصائده، ذاكرة لتاريخ المغرب حيث يربط بين ماضيه وحاضره.
وتجدر الإشارة إلى أن الملحون هو تعبير شعري موسيقي مغربي عريق. نشأ هذا الفن بمنطقة تافيلالت، بالجنوب الشرقي للمغرب، حيث تطور في البداية داخل زوايا المنطقة، ثم انتشر تدريجيا ووصل إلى المدن الكبرى حيث كان مرحبا به ومؤدى بشكل أساسي داخل نقابات الحرفيين في المدن العتيقة.