الاقتصاد التونسي في حاجة لإصلاحات هيكلية
أكد مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في صندوق النقد الدولي، جهاد ازعور، أن تونس في حاجة لإصلاحات هيكلية قصد رفع مستوى النمو الذي يبقى الأضعف على مستوى المنطقة المغاربية.
ونقلت وكالة تونس إفريقيا للأنباء، عن جهاد أزعور، قوله، على هامش اجتماعات الخريف السنوية لصندوق النقد والبنك الدوليين بواشنطن: إن " الوضع الاقتصادي التونسي شهد بعض بوادر التحسن، أساسا، على مستوى التجارة الخارجية والفلاحة، لكن يبقى النمو منخفضا في حدود 1،6 بالمائة سنتي 2024 و2025، وفق توقعات الصندوق(..)، وهو المستوى الأضعف المسجل بين كل بلدان المغرب العربي.."
وأوضح أن الحكومة التونسية تمكنت من القيام ببعض الإجراءات على مستوى النفقات العمومية "لكن لا بد أن يستفيد الاقتصاد الوطني من الإصلاحات الهيكلية الأخرى التي تساهم في رفع مستوى الاستثمارات وفي مزيد توفير مواطن(مناصب) الشغل".
وأضاف مدير إدارة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في صندوق النقد الدولي، الذي أكد أنه لا توجد مفاوضات بين المؤسسة المالية الدولية وتونس بشأن تمويل جديد، أن الصندوق يتوقع ان تصل نسبة البطالة في هذا البلد المغاربي إلى 16،4 بالمائة سنة 2024، معتبرا أن الأمر يستوجب إصلاحات كفيلة برفع مستوى النمو وتخفيف الأعباء عن البنوك العمومية، وتوسيع دائرة التمويل، إضافة إلى استكمال معالجة معضلة التضخم وإعطاء فرصة أكبر للقطاع الخاص للمساهمة في النهوض بالاقتصاد.
وكانت المفاوضات بين صندوق النقد الدولي وتونس قد تعثرت في نهاية 2022، حيث اعتبرت السلطات التونسية أن الاصلاحات التي يطالب بها الصندوق تهدد السلم الاجتماعي في البلاد.
ومنذ تعثر المفاوضات مع المؤسسة المالية الدولية اتجهت الحكومة التونسية بشكل متزايد إلى الاقتراض الداخلي لتمويل عجز الميزانية، وهو الخيار الذي استمر في مشروع ميزانية 2025، حيث يرتقب أن تلجأ الحكومة إلى السوق الداخلية لتعبئة 78 بالمائة من حاجياتها التمويلية في ظل تراجع الاقتراض الخارجي.
وحسب معطيات نشرتها الصحافة المحلية فإن الاقتراض الداخلي سيتضاعف خلال سنة 2025، ليصل إلى 21.8 مليار دينار أي 7.08 مليار دولار، وذلك في ظل تراجع القروض الخارجية التي يتوقع ألا تتجاوز 6.131 مليار دينار أي حوالي 1.98 مليار دولار (مقابل 16.4 مليار دينار سنة 2024).
يذكر أن اجتماعات الخريف لصندوق النقد والبنك الدوليين تستمر بالعاصمة الأمريكية إلى غاية 26 أكتوبر الجاري.