نعيمة الشراقي نمودج لانتشال الشباب من براثن الضياع والانحراف


نعيمة الشراقي  نمودج لانتشال الشباب من براثن الضياع والانحراف صورة - م.ع.ن
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

         إن السيدة نعيمة الشراقي بما تقوم به من أعمال كفاعلة جمعوية ومربية وأستاذة المسرح، يستحق استحضار مجهوداتها دائما أو على الأقل بمناسبة 8 مارس اليوم العالمي . لقد ابتدعت لنفسها تقنية مستحدثة أعطتها اسم " السيكودراما " لتجعل منها أداة لإنقاذ الشباب والمراهقين على الخصوص من مختلف مظاهر الانحراف والضياع

وقد صرحت للقناة الإخبارية التابعة لوكالة المغرب العربي للأنباء ،  أنها اختارت هذا المنحى رغبة منها في المساعدة على بناء الفرد وتقوية قدراته ومؤهلاته الشخصية بشكل يمكنه من الخروج من عالم التقوقع والانطواء إلى فضاء أرحب وتولدت لها هذه الفكرة . من خلال عملها اللصيق بهذه الفئة العمرية التي تشكل كومة من الشحنات والطاقات الفياضة والتي قد تجد نفسها عرضة للارتماء في حافة الضلال والغواية والانحلال الخلقي خاصة عند اصطدامها بواقع لا يسمح لها بالبحث عن مجال إبداعي لتفجيرها  وأنها نجحت في مهمتها بدليل أنه من خلال فئة الأطفال واليافعين والشباب الذين تشرف على تأطيرهم ب" المركز الاجتماعي لاستقبال وتوجيه الأشخاص في وضعية صعبة " بحي مولاي عبد الله بالدار البيضاء .

 أسفرت النتائج عن استردادهم لحيويتهم وراحتهم النفسية متسلحين بمزيد من الثقة في النفس . رغم أن من بينهم من مر بمرحلة جد عصيبة بلغت به حد الانهيار وفقدان الثقة في النفس، ومع ذلك تجاوبوا مع محتويات برامج الحصص "السيكودراما" المهيأة لمعالجة كل حالة على حدة ، والتي تختزل في ثناياها الجمع بين الدراما كفن من فنون المسرح وعلم النفس، بعيدا عن النهج السلوكي السائد بالولايات المتحدة الأمريكية مهد "السيكودراما"، الذي بدأ يجد طريقه تدريجيا إلى العديد من الدول بما فيها العربية . 

وأشارت إلى أن الحصص التي تقترحها تستهدف مختلفالأشخاص في وضعية صعبة ، وأن جلسات الدعم النفسي في هذه الحصص تختلف من جلسة لأخرى مراعاة في ذلك الفئات العمرية ووضعها النفسي ، إذ تبتدئ عموما بباقة من التمارين الأولية في فن المسرح تتلخص أساسا في التعبير بالحركات وملامح الوجه عن مختلف الأشكال التي تصادف الإنسان في حياته من غضب و فرح وبكاء وضحك وغيرها من التصرفات والأحاسيس ، تليها مرحلة للاسترخاء على إيقاع الموسيقى الصاخبة أولا ثم الهادئة لتختتم بتلاوة آيات بينات من الذكر الحكيم. 

وتتوج هذه الجلسات، التي تتخللها طقوس معينة ، بحلقة للنقاش بين أعضاء المجموعة المستفيدة لتغليب الطاقات الإيجابية ولبناء الشخصية ولتقوية القدرات والتفاعل مع المجتمع بكل فعالية . واعتبرت وتعتبر السيدة الشراقي  أن الأجندة بمثابة أول اختراع وأنجحه في حسن تدبير الحياة ، حيث بفضلها أضحى بإمكان المستفيدين الحصول على نقط مشرفة في دراستهم مع إحداث تغيير إيجابي في شخصياتهم وفي التعامل مع باقي مكونات المجتمع، وأصبحوا بذلك اجتماعيين بعد تخطي عقبة الخوف وامتلاك المزيد من الجرأة وطلاقة اللسان مع ميزة الشجاعة.
وجاء في شهادات حية لعدد من المستفيدين أن تقنية "السيكودراما" منحتهم العزيمة على التخلص من الضغوط النفسية وأعانتهم على التعبير بسلاسة عن انفعالاتهم و تجاوبهم مع مختلف التجارب التي يمكن أن يمر بها الإنسان في حياته اليومية وفي مختلف المراحل العمرية من الطفولة والمراهقة والشباب.

اترك تعليقاً