نعم نستطيع.... إنه درس من دروس المونديال
أسدل الستار اليوم على أكبر منافسة كروية يشهدها العالم، وتوجت الأرجنتين حاملة للقب، وأعلنت قطر نهاية مسلسل حافل بالأحداث والعبر.
في بقعة صغيرة تنافس العرب والعجم، تلاشت الديانات والمعتقدات واحترمت الأعراف والقوانين.
في أرض عربية حضرت كل اللغات واللهجات وانتصرت قيم الحرية والاختلاف.
في قطر تباينت الثقافات وتنوعت الأزياء وظلت الخصوصية المحلية بارزة للعيان.
فهل هذا كله من صنع الساحرة الكرة؟ أم بين الثنايا أمور أعمق من أن ترى؟
فإذا كانت قطر قد استطاعت أن تبرهن للعالم أنها نجحت في امتحان احتضان هذه التظاهرة العالمية رغم الانتقادات المحملة في مجملها بصراع عرقي تغذيه عجرفة الغرب ومصالح الشركات العملاقة. فإن النجاح الأكبر في اعتقادي هو انتصار إرادة الدولة ومصلحة الوطن. إرادة لا شك أن أسسها بنيت على الشفافية والمصداقية، وآلياتها كانت هي العمل المسؤول والمحاسبة المكشوفة.
لا شك أن قطر قد استثمرت استعدادا للحدث رؤوس أموال كبيرة، واستعانت في تنفيذ مشاريعها بشركات ضحمة لا تعترف بالجنسية، لكنها ظلت بالتأكيد متحكمة في سلطة الاختيار وقرار التنفيذ، فرؤوس الأموال مهما توفرت لن تحقق الهدف في غياب الإرادة الحاسمة والوطنية الصادقة.
إن قطر قد أعطت على الأقل لأوطاننا العربية مثالا بالغا في المسؤولية قبل أن تعطينا درسا في العزيمة.
فهل نحن نستطيع؟
نعم نستطيع كما استطاع فريقنا الوطني أن يعطي للعالم درسا في الوطنية والانتماء، وأن يجسد قيم الاتحاد والتضامن والاعتراف. وما علينا إلا أن نرفع ونتبنى شعارهم " سير...سير ...بالنية " وأن ننتصر لوطنيتنا و هويتنا لكي نحقق الأفضل.
فاطمة : نستطيع حتما اذا توفرت الارادة الصادقة، وتوحد الفضلاء على النهوض من جديد من اجل وطن افضل