منتوج متفرد يجسد تشبث نساء بني وراين بالتقاليد المغربية الأصيلة


منتوج متفرد يجسد تشبث نساء بني وراين بالتقاليد المغربية الأصيلة
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      جاءنا من تازة 1 يونيو 2023 كما في الأيام الخوالي، ما يثبت ارتباط نساء بني وراين في صناعتهن للزربية المحلية، بالعادات والتقاليد، إذ تعتبر الزربية الوراينية، التي تتميز بتناسق أشكالها الهندسية وألوانها الجذابة، منتوجا أصيلا ومتفردا يجسد تشبث المرأة الوراينية بجماعة الزراردة (إقليم تازة) بالتقاليد والعادات المغربية الأصيلة.

وهذا التراث الأصيل، يجسد إبداعات أنامل النساء الوراينيات من خلال رسم العديد من الأشكال الفنية والإبداعات الساحرة واللوحات التشكيلية الرائعة، أحد مظاهر التراث الأمازيغي الورايني الأصيل، وهوية قبائل المنطقة ونشاط سكانها. فالزربية الوراينية ترتبط بالأسر التي ما فتئت تعمل جاهدة على الحفاظ على الموروث الذي توارثته أبا عن جد، بحيث لا يكاد يخلو بيت، من بيوت آيت وراين، من الزربية الوراينية باعتبارها أساس وعماد البيت.

وتتضمن هذه الزربية، التي يطغى عليها اللونان الأبيض والأسود، رسومات ورموزا مختلفة تحمل عدة أسماء حسب المناطق ك "الكوزات" و"المربعات" و"الخيمة"، التي تنسج على شكل مربع أو معين فارغ يشير إلى الخيمة التي ارتبطت بالمعيش اليومي لقبائل آيت وراين الذين عاشوا حياة الرحل.

لتسليط الضوء أكثر على مميزات الزربية الوراينية، أوضحت محجوبة مزوز، نائبة رئيسة تعاونية تاروكة للزربية الوراينية، إن الزربية الوراينية التي لا يكاد يخلو منها بيت من بيوت آيت وراين تتميز بعدة أشكال وقياسات، مزينة بأشكال هندسية بسيطة مثل المعين والمثلث والمستطيل والمربعات، مبرزة أن هذا الموروث الأصيل ي ستعمل كغطاء أو فراش أو كلباس للعروس، وأحيانا لتزيين الجدران وأرضية البيوت. وأن حياكة الزربية الوراينية تمر عبر عدة مراحل انطلاقا من جز وإعداد صوف الخراف (صوف حي أي يتم جزه من الخروف الحي) بطرق يدوية تقليدية، تعقبها عمليات خلخلة الصوف لإنتاج العقدة والقطيفة، وغزله وصباغته ونسجه، ويتم بعد ذلك طرح المنسج وتثبيته، قبل الشروع في نسج الزربية بلمسة إبداعية. وأن هذه الحياكة تستغرق أياما أو أسابيع حسب حجمها، وتستعين نساء بني وراين في إنجازها بمجموعة من الأدوات كالمشط والقرشال والمغزل والمغيزلة وتاروكة، وهي عبارة عن آلة متوارثة منذ القدم، كانت النساء قديما تعتمدن عليها في نسج الزربية.

وسجلت السيدة مزوز أن الزربية الوراينة كانت في الآونة الأخيرة محط تجديد وتطوير وابتكار لمواكبة ومسايرة تطورات العصر وتلبية أذواق ورغبات الزبائن، حيث أدخلت عليها ألوان ورسومات مختلفة دون المس بجوهرها وطابعها الأصيل.

وبالنظر للمكانة التي يحظى بها هذا التراث الأصيل، وفي إطار جهودها الدؤوبة لتثمين المنتجات المحلية والنهوض بالمرأة القروية، عملت المبادرة الوطنية للتنمية البشرية بتازة على تمويل تهيئة وتجهيز مقر تعاونية تاروكة لإنتاج الزربية الوراينية الذي تستفيد منه 30 امرأة، وذلك بشراكة مع المديرية الإقليمية للفلاحة والمديرية الجهوية للصناعة التقليدية.

والأكيد أن الزربية الوراينية، تسهم إلى جانب منتوجات تقليدية محلية أخرى (الحنبل والحنديرة) في تحريك عجلة الاقتصاد بجماعة الزراردة ومنطقة بني وراين بصفة عامة، من خلال ترويجها في عدة معارض وطنية ودولية، والإقبال المتزايد على اقتنائها في مختلف الأفراح والمناسبات.

اترك تعليقاً