مناقشة كتابة التاريخ الإفريقي موضوع ندوة بالرباط


مناقشة كتابة التاريخ الإفريقي  موضوع ندوة بالرباط
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      افتتحت أمس الخميس 25 ماي 2023 بأكاديمية المملكة المغربية في الرباط، أشغال ندوة دولية بعنوان " كتابة التاريخ الإفريقي، الواقع، الإكراهات والتحديات "، وذلك بحضور عدد من الأكاديميين والباحثين والمؤرخين.

وفي كلمة له خلال افتتاح هذا اللقاء، قدم أمين السر الدائم لأكاديمية المملكة المغربية، السيد عبد الجليل لحجمري، لمحة حول مختلف الأطروحات التي تؤكد ضرورة الانكباب على كتابة تاريخ إفريقيا الممتد لقرون، من أجل تمكين الشعوب الإفريقية من التحدث عن نفسها للآخر. وأوضح لحجمري، أن هذه الندوة تهدف إلى تعزيز الروابط بين الدول الإفريقية من خلال التبادل، مسلطا الضوء على أهمية النظر إلى القارة بأكملها وفي مجملها.
وبعد أن أكد على الضرورة الملحة لإنهاء الانقسامات الثنائية، التي أنشأتها القوى الغربية، والتي جعلت من " إفريقيا سوداء " في مواجهة "أفريقيا بيضاء"، اعتبر أنه من الضروري إعادة الكتابة عن صورة القارة أخذا بعين الاعتبار للسرديات الجديدة.
واعتبر أن مناقشة الوحدة الإفريقية، هو استجابة لحاجيات الشباب الذين يطالبون بالمزيد من الحرية، موضحا أنه من الضروري اليوم الإنصات إلى " الأصوات الإفريقية"، والشروع في بحث معمق يشمل مختلف أنحاء إفريقيا، يتجاوز "القراءة المحدودة " للقارة.
كما ذكر الكاتب العام لوزارة الشباب والثقافة والتواصل - قطاع التواصل - السيد عبد الإله عفيفي، من جهته أن هذه الندوة تندرج في إطار الشراكة بين أكاديمية المملكة المغربية والوزارة، موضحا أن الاحتفال بالرباط عاصمة إفريقية للثقافة، شكل مناسبة لتعزيز إشعاع المملكة على المستويين القاري والدولي، من خلال مجموعة من الأنشطة الفنية والثقافية. ثم أبرز  ثراء وتنوع الثرات المغربي، الذي ظل على مر العصور ينهل من مختلف الروافد ، مع الحفاظ على جذوره الإفريقية.
وخلال محاضرته الافتتاحية بعنوان " الوحدة الإفريقية من الأمس إلى الغد" ، أكد الأستاذ الجامعي والفيلسوف السينغالي، سليمان بشير ديان، ضرورة إعادة كتابة التاريخ الإفريقي، مبرزا أهمية الوحدة ومحاربة كافة أشكال الانقسام. وشدد على ضرورة وضع حد للسرديات الاستعمارية المتوارثة عن الفيلسوف الألماني، جورج فيلهلم فريدريش هيغل، التي تعتبر بأن إفريقيا ستكون " بدون تاريخ" ، داعيا الأفارقة إلى كتابة تاريخ غير استعماري للقارة.
وفي سياق حديثه عن الوحدة الإفريقية ، أشار إلى أهمية دراسة التاريخ الفكري الإفريقي وكتابة رواية جديدة للقارة، بناء على أطروحات جديدة.
وتهدف هذه الندوة الدولية، المنظمة يومي 25 و26 ماي الجاري، من طرف أكاديمية المملكة المغربية بشراكة مع وزارة الشباب والثقافة والتواصل، إلى التطرق إلى مختلف جوانب الوحدة الإفريقية من خلال العديد من المثقفين الأفارقة الذين عادوا إلى بلدانهم في منتصف القرن العشرين بعدما درسوا في الجامعات الأوروبية والأمريكية و الروسية وأخذوا على عاتقهم رد الاعتبار لقارتهم والذود عن تاريخها.

اترك تعليقاً