مناطق إسبانية في مواجهة الجفاف


مناطق إسبانية في مواجهة الجفاف صورة - تعبيرية
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      الجفاف يضرب اسبانيا، حيث دخلت كتالونيا والأندلس، في أسوأ موجة جفاف على الإطلاق، لتفرض  الحكومة الإقليمية قيودا لتقليص استهلاك المياه، سواء بالنسبة للأسر أو للأغراض الصناعية والزراعية، حيث اعتمدت الحكومة الإقليمية الكتالونية وجهة الأندلس تدابير صارمة لمواجهة التحديات المرتبطة بحالة الجفاف الشديد هاته، والتي تؤثر على حوالي عشرة ملايين نسمة في كلا الجهتين.

وفي هذا السياق، حذر رئيس الحكومة المحلية، بيري أراغونيس، من أن كاتالونيا، تعاني من أسوأ موجة جفاف منذ قرن، معلنا حالة طوارئ "الجفاف"، في منطقة تعاني بالفعل من ندرة التساقطات المطرية لأكثر من ثلاث سنوات.

للإشار، فقد سبق أن حذرت السلطات المحلية من خطورة الوضع، قائلة إنها تعتزم إعلان حالة الطوارئ في حال تراجع منسوب الخزانات عن 16 بالمائة، وهو ما وصلت إليه في الأيام الأخيرة، بعد ثلاث سنوات من الجفاف المتواصل مع هطول أمطار أقل من المتوسط.

وقد دخل تطبيق حالة الطوارئ حيز التنفيذ يوم الجمعة الماضين الأمر الذي نتج عنه،  فرض قيود كبيرة على الزراعة، بتقييد استهلاكها من المياه بنسبة 80 في المائة، وعلى الصناعة التي من المفترض أن تخفضها بنسبة 25 في المائة، وسكان 202 بلدية في كتالونيا ملزمون باحترام الحد الأقصى لمتوسط سقف الاستهلاك، تحت طائلة فرض عقوبات ضد الرافضين، وحظر ملء حمامات السباحة، حتى لو كان ذلك بغرض رفع بسيط لمنسوبها، مع استثناءات نادرة، كما لم تسلم المساحات الخضراء من اجراءات الحظر، حيث أصبح سقي المساحات الخضراء محظورا، ، إلا بواسطة المياه غير الصالحة للشرب في الحدائق العامة، عندما يكون بقاء الأشجار على المحك، وكذا لغسل السيارات، في المرحلة الأولى.

من جانب آخر، تستعد الحكومة الإقليمية الاسبانية، لمرحلة ثانية من الإجراءات، إذا استمر مستوى الاحتياطيات في الانخفاض، تخطط السلطات لفرض قيود أكثر صرامة، مثل إغلاق أماكن الاستحمام في الصالات الرياضية أو فرض حظر كامل على سقي الحدائق العامة.

للإشارة، الوضع نفسه  تعيشها الأندلس، وهي منطقة أخرى في إسبانيا تواجه جفافا كبيرا، حيث اضطرت أيضا إلى فرض قيود على المياه، لاسيما في إشبيلية وملقة، وبالنظر لهذه الوضعية، قال رئيس هذه المنطقة خوان مانويل مورينو، الذي لم يستبعد أيضا إمدادات مياه الشرب بالقوارب، "نحتاج إلى 30 يوما من الأمطار متتالية". هكذا، اعتمدت السلطات المحلية الأسبوع الماضي مجموعة من التدابير لمكافحة آثار الجفاف ومنع الأسوأ، من خلال تعبئة ميزانية فاقت قيمتها 217 مليون يورو.

ولمواجهة آثار الجفاف، الذي دفع المزارعين إلى التظاهر يوم الخميس في إشبيلية، طلب السيد مورينو هذا الأسبوع من بروكسيل تفعيل صندوق التضامن الخاص بها.

وفي الأندلس، استقبلت حديقة دونيانا الطبيعية، وهي منطقة رطبة شاسعة مصنفة ضمن مواقع التراث العالمي لمنظمة اليونسكو، عددا منخفضا تاريخيا من الطيور المهاجرة في العام الماضي، في سياق التصحر المتسارع، وفقا لتقرير علمي نشر مؤخرا.

اترك تعليقاً