كاتبات إفريقيا يتدارسن في ندوة بالداخلة علاقة المغرب بإفريقيا
انطلقت، أمس الأحد بالداخلة، أشغال ندوة فكرية حول موضوع "التوجه نحو إفريقيا وأبعاد الشراكة المغربية الإفريقية، الواقع والتحديات"، وذلك بمبادرة من رابطة كاتبات المغرب ورابطة كاتبات إفريقيا، وبمشاركة العديد من الفعاليات الثقافية والديبلوماسية والفكرية من المغرب وخارجه.
وتعرف هذه الندوة، المنظمة تحت شعار "الامتداد جنوب - جنوب رهان المغرب الاستراتيجي"، بدعم من وزارة الشباب والثقافة والتواصل ومجلس جهة الداخلة وادي الذهب، وبتنسيق مع المكتب الجهوي لرابطة كاتبات المغرب وإفريقيا بالداخلة، حضور جمهورية غانا كضيف شرف هذه التظاهرة الثقافية.
ويكتسي موضوع الندوة أهمية بالغة من منظور رابطة كاتبات المغرب ورابطة كاتبات إفريقيا، وذلك بالنظر لاعتبارات ترتبط، في مجملها، بالسياقات الدولية والإقليمية والجهوية، وبالتحولات المتسارعة وتعقيدات وتجاذبات المصالح الدولية الكبرى وآثار ذلك على الأوضاع الجيو سياسية والاقتصادية والاجتماعية.
ويعتبر منظمو هذه الندوة الفكرية أن طرح سو ال التوجه نحو إفريقيا بأبعاد التنمية الثقافية الإفريقية، في هذه السياقات الإقليمية والدولية، ليس ترفا فكريا أو موضوعا عارضا، بل يعد جوهريا في قراءة منظومة كاملة والشروع في خلق خرائط تشاركية للتدبر الفعلي للعلاقات العابرة للحدود، لا سيما وأن سو ال الثقافة، في علاقته بالتنمية بصفة عامة، يعد أحد المفاصل الكبرى لردم الفجوات وتقريب المسافات، من منطلق أن التنمية الثقافية رافعة لكافة المجالات التنموية.
وأكدت رئيسة رابطة كاتبات المغرب وإفريقيا، بديعة الراضي، في تصريح للصحافة، أنه، تفعيلا للبرنامج الثقافي السنوي للرابطة، نحط الرحال، اليوم، بالداخلة، بعد محطة إقليم أسا الزاك (جهة كلميم وادنون) التي احتضنت، في ماي الماضي، ندوة حول التنمية الثقافية الإفريقية، مبرزة أن السؤال الثقافي يظل في قلب أي عملية تنموية، سواء أكانت اقتصادية أو تجارية أو اجتماعية.
وفي كلمة بالمناسبة، أبرزت السيدة الراضي، الدور الطلائعي للعمل الثقافي الإفريقي الجاد، الذي يعتبر الثقافة شريكا في مد جسور التعاون والتضامن وصناعة المستقبل المغاير الذي يجعل الإنسان الإفريقي محور النهوض بقارتنا التي مازالت تحتاج إلى انخراط كافة أبنائها من أجل إفريقيا مستقلة ومنتجة ومتكافئة مع كافة الضفاف.
وأضافت إن امتداد المغرب الاستراتيجي، في عمقه الإفريقي، ليس وليد لحظات عابرة في الزمن الإيديولوجي، بل إن عمق المغرب الإفريقي هو رهان على مد جسور التواصل مع الدول الإفريقية في إطار خطة رابح- رابح، من خلال تحقيق عدد هائل من المشاريع التنموية الكبرى، خدمة للشعوب الإفريقية وأمنها الاجتماعي وأمانها الاقتصادي واستقرارها السياسي.
وأكدت السيدة الراضي أن رابطة كاتبات المغرب وإفريقيا على اقتناع تام بأن المغرب المؤمن بقطار التنمية نحو عمقه الإفريقي، من خلال التعاون جنوب - جنوب، والانفتاح على الشمال، هو المغرب المجسد للعدالة المجالية بين ضفاف الأطلسي والمتوسط، وبين دول الساحل والصحراء باستراتيجية تعي معنى التعاون والتضامن في بناء مدن السلام، من خلال تسويق التجارب وضخ ثقافة التضامن وبناء الذات اقتصاديا وسياسيا وأمنيا ومعرفيا وثقافيا.
وتابعت السيدة الراضي قائلة: إننا "ككاتبات من مختلف دول افريقيا، واللواتي عمل المغرب على وضع تجربته في رابطة كاتبات المغرب بين أيديهن، لتصبح لنا رابطة كاتبات إفريقيا كإطار يجمعنا من غرب إفريقيا وشمالها وجنوبها وشرقها ووسطها، واعيات بأهمية الثقافة في ضخ نفس إيجابي ومنتج في عملية التنمية".
ومن جهتها، اعتبرت رئيسة مكتب غانا لرابطة كاتبات إفريقيا، السيدة، شاريتي بواتيني، أنه "لا يمكن لأحد أن ينكر أن للمغرب مكانة متميزة جدا في إفريقيا، فهو بلد الإبداع والتقدم والازدهار، وأرض الكرم وحفاوة الاستقبال، كما أن المملكة ما فتئت تقدم تجارب ونماذج ملهمة للكثير من بلدان القارة، في العديد من المجالات".
وأضافت أن رابطة كاتبات إفريقيا ساهمت في "تقوية الأواصر بين المثقفات الإفريقيات، وهو ما دفعنا إلى تطوير أدائنا في الكتابة الإبداعية، خصوصا ما يتعلق بإعادة كتابة التراث الشفوي"، مبرزة الأهمية التي يكتسيها تنظيم مثل هذه الندوات الفكرية حول الشأن الثقافي الإفريقي بالمغرب.
من جانبها، أشادت نائبة سفيرة جمهورية غانا بالمغرب، لويزا أنجيلا ألوماتو بالرؤية المتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس إزاء إفريقيا، وكذا بالمبادرات التي أطلقها جلالته لفائدة الأفارقة، مشيرة إلى أن المغرب يمثل جسرا استراتيجيا بين القارة الافريقية وبقية بلدان العالم.
وبعد أن أبرزت أهمية موضوع هذه الندوة الفكرية، أكدت الديبلوماسية الغانية أن علاقات التعاون القائمة بين بلادها والمملكة ستتعزز، لا محالة، بشكل أكبر مستقبلا وستشهد دينامية قوية، ليس فقط على المستوى الاقتصادي والاستثماري والتجاري، بل، أيضا، على كافة الأصعدة ومختلف القطاعات الواعدة.
من جانبها اعتبرت الدوشة بكار، رئيسة المكتب الجهوي لرابطة كاتبات المغرب وإفريقيا بجهة الداخلة وادي الذهب، في تصريح للصحافة، أن تنظيم هذه الندوة العلمية يأتي في إطار الانفتاح الثقافي الذي تعرفه الرابطة على كافة بلدان العالم وإفريقيا، على وجه الخصوص، مشيرة إلى الندوة تسلط الضوء على أبعاد الشراكة المغربية الإفريقية باعتبار أن الثقافة تشكل رافعة أساسية قادرة على احتضان السياسة والاقتصاد معا.
وتميزت أشغال الندوة بتنظيم جلستين سلطتا الضوء على محاور همت على الخصوص "الفكر الوحدوي المغربي الإفريقي من خلال الوثائق الملكية" و "جهة الداخلة وادي الذهب جسر التبادل الثقافي بين المملكة المغربية والقارة الإفريقية" و "إفريقيا مهد الإنسانية وأرض التمازج العرقي" و "الشراكة المغربية الإفريقية تعاون بمقاربة رابح- رابح".