فسحة رمضانية سفر في ذاكرة القاعات الضائعة بفاس قاعات سينمائية أنشأتها عائلات فاسية 6 – سينما موريتانيا بعين قادوس


فسحة رمضانية  سفر في ذاكرة القاعات الضائعة بفاس  قاعات سينمائية أنشأتها عائلات فاسية  6 – سينما موريتانيا بعين قادوس
أفريكا فور بريس - محمد التهامي بنيس

       وبنيت على أنقاض 2 فيلات كانتا قبالة ساحة بلاد الكتاني التي أقيم عليها مسجد، ومن الجهة الأخرى، تتراءى ساحة مقبرة النصارى، وتم بناؤها بين 1969 – 1970 ويقول بعض سكان الحي ممن سكنوا المنطقة قبل السينما، أنها أنعشت حركية الأحياء المجاورة، وصارت متنفسا لهم لأن منطقتهم كانت شبه معزولة، ولا تزال في طور الإعمار ، ويتذكر أحدهم أن أول فيلم شاهده على شاشتها كان فيلم "عالم أحمق"، للويس دي فنيس، ولكن عروضها الليلية، لم تعرف إقبالا، نظرا لخلو المنطقة وصعوبة التنقل ليلا، قبل أن تكثر البنايات والمقاهي والمتاجر والبنك، ومعظم روادها كانوا من أبناء الحي وطلاب  مدرسة المعلمين الداخليين .

أما، وقد أصبحت الأحياء آهلة، فلم تعد السينما موجودة،  بل إن من أسسها لا زال البحث عن اسمه جاريا في ركن المتغيبين، وكأن الرخصة التي منحت للبناء غير موجودة بالبلدية أو المقاطعة التي تنتمي لتراب موقعها – مع أن للمقاطعة عذرها في أنها لم تكن متواجدة كمقاطعة جماعية عند تاريخ البناء -  ليتأكد أن الأرشيف ضاع من الجماعة الحضرية، والتي يبدو أن لها أعذارها، من أن الضياع حصل من عمليات التقسيم الجماعي، وتحويل الجماعات المحدثة، بعد ذلك إلى مقاطعات، فتكون النتيجة،  وكأن هذه السينما بنيت وهدمت في زمن الفوضى، كانت وانتهت، ولا أحد يعرف عنها أكثر من أن اسمها كان موريطانيا،

إلا أن كل ذلك لم يمح ذاكرة المكان، وذاكرة الساكنة التي تقر وتؤكد أنها كانت جزءا من الحي وتاريخه في وقت ما.

تنبيه هام: في مساهمة الأخ عبد الرحيم التاقي في تعليق له على الموضوع، يشير إلى أن إنشاء هذه القاعة كان بشراكة بين عائلات كسوس والجابري والصنهاجي.

اترك تعليقاً