رمضانيات من فاس 14- أبواب فاس الجديد


رمضانيات من فاس 14- أبواب فاس الجديد
أفريكا فور بريس - محمد التهامي بنيس

      قال بلارج. أشكركم على ثقتكم بي وبمعلوماتي التي لم أدرسها ولكن تعلمتها من آبائي وروايات أجدادي الذين تعاقبوا على المدينة منذ أول تاريخ إنشائها وزودونا بما يعرفونه عن الأبواب طبقا لما أخذوه بالتأقلم أو عن المؤرخين وخاصة من كتاب المؤرخ علي الجزنائي المحقق من طرف مؤرخ المملكة عبد الوهاب بن منصور، والكتاب يحمل عنوان : جني زهرة الآس في بناء أبواب فاس، وما تعلمناه أعتبره شخصيا عناية بتواجدي في هذه المدينة التي أحبها رغم أنها تبخل أحيانا على العناية بظروف ضيافتنا سنويا، وصحبتك لي في هذه الجولات، زادتني يقينا أن وجودي بينكم لن يبقى مجرد تأتيت لتراثها بين الحين والحين، وهذا يحفزني على تلبية طلباتك إذ أنا من الآن أخبرك بتجديد جولتنا لأبواب لم تزرها بعد وهي أبواب خاصة بمداخل فاس الجديد، وبعد أن تركت لك مهلة لتوثيق زياراتنا السابقة، نستأنف الجولة الجديدة والتي أظنها ستكون مفيدة لك ولكل مهتم بمعرفة كنوز هذه المدينة العريقة الخالدة.

 

أبواب فاس الجديد

 

14 – مع بلارج في باب الأمر أو لامر

 

  باب الأمر ( لامر )  وهي إحدى الأبواب التي شيدها المرينيون بمحاداة لحي الملاح سنة 1276 م بالقرب من ساحة العلويين اليوم  ( التجارة سابقا ) وشيدت كمدخل لفاس الجديد، يبلغ ارتفاعها 7 أمتار وتتميز بلمسة أندلسية بديعة في فن المعمار الجميل , ولكن المستعمر الفرنسي هدم الجزء الأيسر منها سنة 1915 م لمرور الجيش، فسماها السكان باب المحلة، ولكن أمر تسميتها مختلف حوله، فمن قائل بأنها تحريف لكلمة   la morte   بالفرنسية  وتعني الموت، لأنه مرتبط بحقبة انتشار وباء التيفوس والطاعون، حيث كانوا يلقون بالجثث في واد يجري خارج الباب، وهناك من يقول Lamoure باب الحب.

وهناك من يقول إن كلمة لامر هي تحريف فقط لباب الأمر، ومن قائل باسمها باب الما أو باب أكدال باعتبار أنها بالنسبة للخارج من ساحة العلويين، فإنه يدخل منطقة أكدال بالمدينة الجديدة، حيث مقاطعة أكدال اليوم والتي كانت مقرا لقصر بلدية فاس، وفي غضون سنوات قليلة صار سور هذا الجزء من الملاح الذي كان منغلقا على نفسه خلف الأسوار حتى سنة 1911 م، حيث صار يحتوي على 3 فتحات للحد من الانغلاق. هي باب السلوقية، والباب التي تم توسيعها، وباب الأمر التي بقيت للمشاة فقط، وهي تشكل جزءا من المنتزه الذي أنشئ أمام القصر الملكي عند تطوير ساحة التجارة التي سميت ساحة العلويين.

اترك تعليقاً