تونس تستضيف البوليساريو في استفزاز جديد لسيادة المغرب

في تحد صارخ للسيادة المغربية، فتحت تونس أبوابها مجددا أمام انفصاليي جبهة البوليساريو، وسمحت لوفدها بالتسلل إلى مؤتمر "بناء التماسك الاجتماعي في عالم متغير" المنعقد حاليا في تونس.
أيوب محمد سيدي، الذي ينتحل صفة المدير المركزي للشباب في "وزارة الشباب والرياضة" الوهمية في "الجمهورية الصحراوية" غير الشرعية، يشارك بكل وقاحة في هذا الحدث بناء على طلب منظمة "نوفاكت" الكتالونية غير الحكومية سيئة السمعة.
ويجسد هذا الاستفزاز غير المبرر حملة تونس المتواصلة ضد وحدة أراضي المغرب.
ويجمع المؤتمر المنظمات والخبراء الذين أعلنوا أنفسهم من منطقة البحر الأبيض المتوسط للتداول بشأن مختلف التحديات، في حين يعمل بلا خجل على تخصيص مساحة لما تسميه الميليشيا الانفصالية "المقاومة الصحراوية"، وهي منصة أخرى خفية للمجموعة الدمية الجزائرية لنشر روايتها السامة.
ويمثل تواطؤ تونس مع منظمة نوفاكت لإيواء عناصر من البوليساريو على أراضيها استمرارا لنمط عدائي متأصل.
ففي شتنبر 2022، نظمت هذه المنظمة نفسها منتدى بعنوان "مخيم العدالة المناخية" في تونس، حيث كانت الجبهة الانفصالية تتخفى خلف واجهة المنظمة الإسبانية غير الحكومية.
وأجبرت هذه المناورة الملتوية الوفد المغربي على الانسحاب احتجاجا، بعد أن نظم الانفصاليون سرا ورشة عمل غير مجدولة بعنوان استفزازي "تغير المناخ تحت الاحتلال، تبييض أخضر".
وشهدت العلاقات الدبلوماسية بين الرباط وتونس تراجعا حادا منذ غشت 2022، عندما أغدق الرئيس التونسي قيس سعيد، على نحو فاضح، أوسمة الشرف الرسمية على زعيم جبهة البوليساريو، إبراهيم غالي، خلال قمة اليابان وأفريقيا (تيكاد).
وكان غالي، الذي نقل إلى تونس على متن طائرة رئاسية جزائرية، قد حظي باستقبال شخصي من سعيد في مطار قرطاج، حيث تآمر الاثنان في محادثات خلف أبواب مغلقة.
وأعلنت وزارة الخارجية المغربية آنذاك بقوة قائلة: "بعد اتخاذ مواقف وإجراءات سلبية متكررة ضد المملكة المغربية ومصالحها العليا، فإن موقف تونس في مسار تيكاد يؤكد بشكل صارخ عداءها".
كما أعلنت الرباط عن استدعاء سفير المغرب لدى تونس فورا في توبيخٍ دبلوماسي حاسم.