المعرض الدولي للنشر والكتاب يتدارس هموم الإعلام الثقافي


المعرض الدولي للنشر والكتاب يتدارس هموم الإعلام الثقافي صورة - أ.4.ب
أفريكا فور بريس - عياد اسويطط

      في إطار المعرض الدولي للنشر والكتاب الذي تحتضنه العاصمة الرباط إلى غاية 11 من الشهر الجاري، شهدت قاعة رباط الفتح ندوة علمية هامة اتخذت شعارا لها "الإعلام الثقافي بين الورقي والسمعي- البصري والإلكتروني: كيف نجعل الثقافة في قلب الاهتمام العام؟

سير الندوة الشاعر والملم بالجانب الثقافي المغربي في علاقته بالصحافة والإعلام، السيد محمد بلمو، وقدم الأوراق التأطيرية، كل من الصحافية التي ذاع صيتها في الإذاعة الوطنيةـ، زمن الحضور المميز للثقافة في الإعلام العمومي، السيدة اسمهان عمور، والصحافية المقتدرة، ورقيا وإلكترونيا، عزيزة حلاق، والصحفي والإعلامي مدير القناة الرابعة" الثقافية"، عبد الصمد بنشريف.

وبنوع من الحرقة على الشأن الثقافي المغربي في علاقته بالإعلام العمومي، والمؤسسات الخاصة، على حد سواء، كانت العروض بلغة عالمة، وبتعال يبرز المعرفة الدقيقة بالشأن الثقافي داخل الوطن.

وهكذا كان افتتاح العروض بما قدمته إسمهان عمور التي قدمت نبذة تاريخية عن مسار الثقافة داخل الإذاعة الوطنية (الأغنية/ القصيدة، وبرامج حول الأسرة، الأدب" ناشئة الأدب" وغيره، ثم بعد ذلك الانتقال إلى سياسة القرب من خلال الانفتاح على المهرجانات، أصيلا نموذجا....)

وفي التحليل، أوضحت السيد ة عمور أن ما قبل الثمانينيات، كانت الإذاعة الوطنية والإذاعات الجهوية، إذاعة طنجة نموذجا، في صلب المشروع الثقافي المغربي المدافع عن الهوية الثقافية المغربية، من خلال برامج متعددة تهم الأدب والموسيقى وغيرها، ويقدمها إعلاميون ذوو خبرة واسعة في المجال، لكن، تشير السيد عمور، فدخول الإشهار إلى عالم الإعلام والصحافة كان بمثابة رصاصة الرحمة على الثقافة في وسائل الإعلام.

وإرجاع الروح للإعلام الثقافي، تؤكد السيدة إسمهان، يجب أن" يؤمن "المسؤولون والجمهور بدور الثقافة في التنمية والرقي الاجتماعي، وإلا فالوضع يعرفه العام والخاص.

أما عرض السيدة عزيزة حلاق، وبمعرفتها بعالم الصحافة الورقية والإلكترونية، فقد عبرت، فشدت إليها الأنظار، حينما تحدثت عن تجربة الملحقات الثقافية (جريدة أنوال، العلم، الاتحاد الاشتراكي.....) حيث كان هناك "ارتباط عضوي بيس الثقافة والإعلام"، لسبب بسيط، في تقدير السيدة حلاق، هو طبيعة الصحافي المسؤول، آنذاك، عن المنتوج الثقافي، الذي لم يكن إلا ذاك الشخص (إعلاميا أو إعلامية) الذي يعتبر نفسه مساهما في الرفع من الذوق الفني والوعي الثقافي لدى المستمع.

أما في "زمن البوتيكات الورقية والإلكترونية"، فقد أصبح الإعلام لا يهتم في المجال الثقافي إلا بما يحقق أعلى المتابعات، تحقيقا لربح مادي، من خلال تدخل الإشهار الذي بدأ يتحكم في طبيعة المنتوج المقدم لذلك تراجع الإعلام الثقافي الجاد، وأصبح "إعلام الفرجة والتفاهة" هو السلعة الرائجة، في وسائل الإعلام، مما جعل الإعلامي المثقف، ثقافة أصيلة، "يخجل من نفسه"، بل أصابه "اكتئاب ثقافي".

وفي مسك الختام، كانت الكلمة التي قدمها عبد الصمد بتشريف، باعتباره مشرفا على تدبير قناة وطنية، واضعا اليد على الجرح، إذ "حرك البركة الآسنة"، من خلال إشارته إلى كون الإعلام لا يهتم إلا بما "يثير" على المستوى السياسي أو الاجتماعي، في حين أن الثقافة ترتبط ب "الزمن، وبالقيم، وبالمبادئ"، فأصبحت، بذلك، "غذاء ثانويا" لا تشكل الجوهر في الفعل الإعلامي الذي، ما لم يتوفر على رؤية استراتيجية في علاقته بالجمهور، فالسقوط في المحذور آت لا محالة.

اترك تعليقاً