التعاون العسكري بين المغرب والدول الإفريقية من أجل السلم و الاستقرار
شدد السفير الممثل الدائم للمملكة لدى الاتحاد الإفريقي واللجنة الاقتصادية لإفريقيا، محمد عروشي، الذي يترأس الوفد المغربي المشارك في الاجتماع الوزاري العادي الخامس عشر للجنة التقنية المتخصصة في الدفاع والسلامة والأمن بالاتحاد الإفريقي بأديس أبابا، على أن التعاون العسكري بين المغرب والدول الإفريقية يندرج في إطار الرؤية التضامنية والتقليدية للمغرب تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وذلك بهدف الوقاية من النزاعات والحفاظ على السلم والاستقرار في القارة الإفريقية.
حيث يمثل هذا التعاون أداة فعالة لتطبيق خارطة الطريق الإفريقية الهادفة إلى إسكات البنادق من خلال تعزيز قدرات الجيوش الإفريقية وتحسين قابليتها للتشغيل البيني.
ويغطي هذا التعاون عدة مجالات منها التكوين والتدريب والدعم التقني واللوجستي، وتبادل الخبرات والمساعدة الإنسانية والمشاركة في عمليات حفظ السلام.
وفي نفس السياق أوضح محمد عروشي أن المملكة المغربية تبذل جهودا كبيرة في مجال حفظ السلام وذلك من خلال مشاركتها في ست بعثات للأمم المتحدة بإفريقيا وكذلك في القاعدة اللوجستية للاتحاد الإفريقي بالكاميرون.
كما أشار الدبلوماسي المغربي إلى أن إحداث مركز للتميز لعمليات حفظ السلام مؤخرا بالمغرب سيساهم في توفير التكوين لفائدة الخبراء العسكريين والمدنيين وقوات الشرطة وكذا لفائدة المنظمات الإقليمية والقارية والدولية، بما في ذلك الاتحاد الإفريقي والأمم المتحدة.
وأكد عروشي أن مساهمة القوات المسلحة الملكية في ما يخص الجانب الإنساني حاسمة، حيث تمت إقامة عشرات المستشفيات الطبية والجراحية الميدانية في إفريقيا، والتي مكنت من تقديم أكثر من 600 ألف خدمة طبية.
وأضاف عروشي مبرزا العمل الإنساني للمملكة تجاه القارة الإفريقية الذي يتجسد بشكل واقعي من خلال دعمها التقني واللوجستي لصالح البلدان الإفريقية الصديقة المتضررة من الأزمات أو الكوارث، لا سيما خلال تفشي جائحة كوفيد -19.
و في ما يتعلق بمجال التدريب أكد على مشاركة القوات المسلحة الملكية بجانب نظرائها الأفارقة، في التدريبات والمناورات المشتركة، حيث تم إلحاق متعاونين عسكريين مغاربة بعدد من البلدان لمواكبة إحداث مدارسهم التدريبية الخاصة.
وأشار الدبلوماسي المغربي إلى أن المملكة، وبفضل الخبرات التي راكمتها منذ الستينيات، تتمتع بقدرات وخبرات معرفية تمكنها من المساهمة على مستويات مختلفة في تعزيز السلم والأمن في إفريقيا.