التظاهر بنما بعد عقد تعدين دولي
أعلنت السلطات البنمية تعليق الدراسة في البلاد، يوم أمس الاثنين 23 أكتوبر، إثر دعوات للتظاهر ضد إبرام عقد للتعدين تم إبرامه بين الدولة وشركة (مينيرا بنما) التابعة لشركة كندية، لاستغلال أكبر منجم مكشوف للنحاس في أمريكا الوسطى.
وأفادت وزارة التعليم، في بيان، بأن تعليق الدراسة في المدارس العامة والخاصة يوم 23 أكتوبر يهدف إلى "حماية المجتمع التعليمي وتجنب المواقف التي تعرض طلاب المدارس للخطر".
وبالمثل، أعلنت جامعة بنما العامة، التي غالبا ما يكون حرمها الرئيسي في العاصمة مسرحا لمظاهرات واحتجاجات، عن تعليق الفصول في مقرها يومي الاثنين والثلاثاء، وأوصت الكليات بإقامة فصول افتراضية.
وأعلنت نقابات العمال والمعلمين عن إغلاقات جديدة، في العاصمة وفي بعض المناطق الداخلية، رفضا للعقد الذي صادق عليه البرلمان البنمي، الأسبوع الماضي، بموجب قانون التعاقد مع شركة "مينيرا بنما" التي تدير منجم كوبري بنما وتصدر الخام منذ يونيو 2019.
واحتشدت مجموعات طلابية وجمعيات مدنية ونقابات، يوم الأحد، بشكل سلمي على الواجهة البحرية للعاصمة، من أجل التعبير عن رفض عقد التعدين.
ويوظف منجم كوبري بنما، الذي تبلغ استثماراته حوالي 10 مليارات دولار، 5279 عاملا مباشرا ويولد حوالي 40 ألف فرصة عمل غير مباشرة، وفقا لبيانات الحكومة والشركات.
وتمثل عملياتها 50 بالمائة من الإنتاج العالمي لشركة (فيرست كوانتيوم) الكندية و3.5 بالمائة من الناتج المحلي الإجمالي لبنما.
ويرفض الناشطون والقطاعات المدنية والنقابات الاتفاق لكونه "يضر بالمصالح الوطنية"، منددين بالإبقاء على البنود ذاتها التي دفعت المحكمة العليا إلى إعلان عدم دستورية العقد السابق في عام 2017.
لكن حكومة لورينتينو كورتيزو تؤكد أن قانون العقود الجديد الذي تم بموجبه تمرير عقد التعدين، ينص على امتياز لمدة 20 عاما قابلة للتجديد ويحترم المعايير القانونية ويحدد دخلا سنويا أدنى قدره 375 مليون دولار للخزانة العامة، "أكثر بعشر مرات من السابق"، فضلا عن السلطات الإشرافية الحكومية الواسعة على تشغيل المناجم، من بين أمور أخرى.
وشهدت الأشهر الأخيرة احتجاجات ضد المنجم، خاصة في العاصمة البنمية، وأصيب عدة أشخاص في اشتباكات مع الشرطة، بينما ندد مكتب أمين المظالم يوم الجمعة بـ "التصعيد في استخدام القوة من قبل الشرطة"، وطلب إجراء تحقيق من قبل مكتب المدعي العام.
ويتسبب النزاع بشأن قضية التعدين في خسائر بملايين الدولارات للاقتصاد البنمي.