إدماج ورعاية للأطفال المعاقين ذهنيا بتارجيست

      تقوم جمعية صنهاجة الريف للأطفال المعاقين ذهنيا بتارجيست بجهود كبيرة ومكثفة لتربية وتعليم وتدريب وتأطير أطفال معاقين ذهنيا وتطوير قدراتهم ، وهي نموذج حي للمجتمع المدني المندمج والفاعل في محيطه المجتمعي ، الذي يقدم الإضافة ويواكب التوجه العام للمغرب الذي يولي اهتماما خاصا بالقضايا الاجتماعية .

فمنذ تأسيسها وهي تعمل بكل ما في وسعها لتعزيز العناية بالأطفال المعنيين وتحسين أوضاعهم ، من خلال ما هو متاح لها من إمكانات مادية وبشرية في مجال دقيق يحتاج الى مواكبة علمية ومعرفية وموارد بشرية مختصة وبرامج طموحة تدقق في التفاصيل .

إذ تقوم الجمعية ، بكل إرادة وعزم ، بتأهيل الأطفال المعاقين ذهنيا و حركيا ونطقيا وسلوكيا واجتماعيا بالرغم من الصعوبات ،وهي مؤمنة أن جهودها لا تذهب سدى لأن الأمر يتعلق بفئة خاصة من الأطفال يحتاجون الى عناية متواصلة ولهم مزاج وطباع وتصرفات خاصة ، مع السعي لإيصالهم إلى أقرب درجة ممكنة من الاستقلالية والنضج .

وجاء تأسيس جمعية صنهاجة الريف للأطفال المعاقين ذهنيا بمبادرة أولى من أمينة اليعقوبي ، وهي والدة لطفل توحدي لديه إعاقة مركبة ، أجج في دواخلها فيضا من عطف الأمومة وجعلها تفكر جديا في إنشاء جمعية خيرية تعنى بالأطفال المعاقين ذهنيا ، فاختزلت حب الجمعية كله في رمز واحد هو كونها والدة لكل أطفال جمعية صنهاجة الريف ، و أصدق أحلامها هي تنمية مهارتهم وإدماجهم داخل المجتمع ،مواصلة يوما بعد يوم رحلة العطاء بكل إخلاص ووفاء ، مشيرة الى أن الجمعية تضم حاليا فريقا منسجما من أطر التربية الخاصة، وأطباء مختصين في تقويم النطق والترويض الطبي والدعم النفسي ، فضلا عن مؤطر للرياضة.

بخصوص أنواع الإعاقة التي تشتغل عليها الجمعية وتوليها عنياة خاصة ، أبرزت أمينة اليعقوبي أن هناك خمس حالات مرضية منها "إعاقة ذوي التوحد " و " التأخر الذهني " و "الشلل الدماغي " و كذا " متلازمة الدون TRS21" و " صعوبة التعلم " ، مشددة على أنه من الأهداف الرئيسية التي تسعى الجمعية الى تحقيقها هو تقديم برنامج تربوي متكامل يمكن هؤلاء الأطفال من الوصول إلى أقصى طاقاتهم ورفع قدراتهم الاجتماعية والتعليمية آخذين في الاعتبار الفروقات الفردية . 

بالموازاة مع ذلك ، أوضحت المتحدثة بتفصيل أن الجمعية ، التي يدعم تمدرس أطفالها صندوق دعم التماسك الاجتماعي ، تسعى إلى المساهمة في نشر التوعية والفهم الاجتماعي حول الإعاقة الذهنية وذوي التوحد ، وتعزيز دمجهم في المدارس العمومية ، كما أنها تقوم بتحسيس المجتمع بأهمية رعاية إدماج هذه الفئة وخصوصياتها ، وذلك عن طريق إقامة أنشطة ثقافية ترفيهية ودورات رياضية وتنظيم رحلات ترفيهية مؤطرة للمعنيين .

 وتعمل المربيات بشكل يومي على تطوير مهارات الأطفال من خلال حصص خاصة تسترعي نفسية المعنيين وتتوحى تطوير مواهبهم وتنمية قدراتهم ، مع الحرص على احتكاك أطفال الجمعية مع صوت الموسيقى للحد من انتكاساتهم السلوكية .