رمضانيات من فاس : أبواب بناها المولى إدريس الثاني
اللافت للانتباه كذلك أن أبوابا بمحور فاس الجديد، اندثرت عبر سنوات خلت، ولم تأخذ حظها من الاهتمام سواء كمعالم تاريخية يمكن التعرف عليها وزيارتها ولم لا إعادة استعمالها، ويذكر معنى السنوسي منها : باب القنطرة والتي كانت تعرف بباب الصرف أو باب الوادي قرب باب المكينة كما سبق ذكره، وباب ( طالع هابط ) المفتوح على ساحة المشور القديم، وباب عيون صنهاجة التي يعتقد أنها هي باب السمارين حاليا.
وتبقى باب مولاي عبد الله أقرب باب للقصر الملكي وتقع في المنطقة الشمالية الغربية منذ أوائل القرن 18 المؤدية إلى مسجد مولاي عبد الله وبقية الأحياء التاريخية التي لم تنل أيضا حقها من الاهتمام والتعريف بها.
أما الأبواب الإدريسية التي بناها المولى إدريس الثاني فهي تخص المدينة العتيقة والتي كانت تمهيدا لإعلان المولى إدريس عن ملامح مدينته حيث أراد أن يشرك الساكنة في بلورتها بالانخراط والتحفيز، فكان قد أمر الناس ببناء الدور والغرس ونادى فيهم أن كل من بنى موضعا واغترسه قبل تمام السور فهو له هبة من الله . فكانت عملية الإعمار تتم موازاة لعملية تسوير المدينة مما يظهر أن من بنى شيئا بعد ذلك يكون باستئجار الأرض وبالاعتماد على المصدر التاريخي ( جني زهرة الآس في بناء مدينة فاس ) الذي وضع صاحبه علي الجزنائي وحققه عبد الوهاب بن منصور )،الذي استعرض بالوصف مراحل ومواقع الأبواب الإدريسية، كخريطة وصفية ، اتبعتها في هذا الإنجاز فكانت هذه الخريطة تحريرا وتصويرا. ومن المعروق أن المولى إدريس الثاني، بعد أن أرسى بناء مدينة فاس، في فاتح ربيع الأول 192 هجرية، ابتدأ ببناء سور عدوة الأندلس القبلي وبنى فيه بابا اعتبرت أول باب في مدينة فاس فكانت باب القبلة.