تقديم الدورة الـ 26 من مهرجان فاس للموسيقى الروحية العالمية بمدريد
تم أمس الخميس بمدريد، تقديم الدورة الـ 26 لمهرجان فاس للموسيقى الروحية العالمية، التي ستنظم فعاليتها خلال الفترة ما بين 09 و12 يونيو المقبل، وذلك خلال حفل أقيم بحضور ثلة من الشخصيات المنتمية لعوالم السياسة، الثقافة، الرياضة، الإعلام والفنون.
كما عرف تقديم هذه الدورة الجديدة من مهرجان فاس، والذي جرت مراسمه بإقامة المملكة في العاصمة الإسبانية، حضور عدد من الكفاءات المغربية التي تألقت في مجالات نشاطها بإسبانيا.
وستمنح هذه النسخة من المهرجان، التي تنظم تحت شعار "المعمار والمقدس"، سفرا عبر العالم وفرصة لاكتشاف الكيفية التي استعمل من خلالها البشر المنتمون لمختلف الديانات الهندسة للتعبير عن سعيهم إلى بلوغ المقدس.
وستعرف الدورة مشاركة نخبة من الفنانين والمجموعات الموسيقية القادمة من مختلف أرجاء المعمور، قصد مباشرة حوار بين-ثقافي وروحي.
وفي معرض تقديمه لهذا الحدث، أكد رئيس مؤسسة روح فاس، المنظمة للمهرجان، عبد الرفيع زويتن، أن برنامج هذه الدورة سيعرف حضور فرق موسيقية تنتمي لأزيد من 15 بلدا، وستستهل بلوحة افتتاحية سترتحل بالحضور من فاس إلى القدس مرورا عبر التبت، تاج محل، كاتدرائية "نوتردام" بباريس، وصولا إلى الدار البيضاء من خلال مسجد الحسن الثاني.
وسيشكل منتدى فاس ليوم 11 يونيو، والذي سيعرف مشاركة العديد من المتدخلين الوطنيين والأجانب المرموقين حول موضوع "المعمار والمقدس"، أحد اللحظات القوية لهذا الحدث.
وأوضح السيد زويتن أن مؤسسة روح فاس، تمنح من خلال هذا المهرجان، مساهمتها المتواضعة في التعريف بالثقافات والتقريب بين الشعوب، مذكرا بأن المغرب ما فتئ يقدم المثال على مر تاريخه، من خلال تشييد أماكن للعبادة والمعرفة فائقة الروعة، من قبيل مسجد الحسن الثاني، جامعة القرويين، الجامع الكبير بتازة ومسجد تنمل.
وأبرز أن هذه الأماكن، أتاحت السمو بروح التسامح والانفتاح التي يتميز بها المغرب، مؤكدا أن قيم التسامح، السلام والحوار بين الثقافات والديانات، هي التي تشكل غنى الموروث المادي واللامادي للمغرب، والذي تساهم مؤسسة روح فاس، من خلال جهودها، في تعزيز إشعاعه على الصعيد الدولي.
وشدد على أن إسبانيا والمغرب هما بلدان صديقان، قريبان للغاية من الناحية الجغرافية، التاريخية والثقافية، وهي التي تشكل السبل الفضلى لتعزيز العلاقات الثنائية.
وفي السياق ذاته، أوضحت سفيرة المغرب بإسبانيا، السيدة كريمة بنيعيش، أن هذا الحفل يشكل "بصمة متجددة في الأجندة الثقافية للمغرب بإسبانيا، والذي يمثل قبل كل شيء مناسبة لتسليط الضوء على روح التجديد التي تطبع اليوم العلاقات المغربية-الإسبانية"، مضيفة أن العلاقات الثنائية تدشن مرحلة جديدة في بناء صرح الشراكة الثنائية المتجددة، والتي ترقى إلى حجم التحديات ولكن أيضا الفرص المتاحة في القرن الـ 21.
وقالت السيدة بنيعيش "اليوم، وتماشيا مع هذا المعطى الجديد، يعتزم المغرب المضي قدما في تنزيل هذا المسلسل الفاضل، عبر تحديد جميع الآليات الكفيلة بمنح هذه الشراكة قاعدة رصينة، دائمة وذات طابع إجرائي، ستأتي لتعزيز العلاقات الثنائية وإحداث أوجه تكامل تعود بالنفع على كلا الجانبين".
وفي هذا الصدد، أبرزت الدبلوماسية المغربية أن هذه العلاقة "القوية والضرورية (...) تتطلب من بلدينا معرفة مشاطرة ثقافتينا على نحو أكبر، وأن يتغذى حورانا من حوار المفكرين، الفنانين وشبابنا، حتى يستلهم كلا الشعبين من أحلام وتطلعات جاره".
وشددت السيدة بنيعيش على أنه "ينبغي أن نعهد للشباب والثقافة بمهمة مواصلة بناء هذه العلاقة الإستراتيجية في إطار التنوع والتبادل"، مشيرة إلى أن هذا اللقاء "يمنحنا أيضا فرصة إطلاق سلسلة استثنائية من الأحداث الثقافية التي ستضع التاريخ المشترك الذي يتشاطره بلدانا، والإبداع في مختلف أشكاله والشباب، في صلب العلاقات المغربية-الإسبانية، وذلك خلال الشهور القادمة".
وخلصت السفيرة إلى "أنها رسالة للعالم، تدل على تشبث المغرب بالتنوع، والتي ترغب المملكة تحت القيادة المستنيرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، نقلها من خلال تنظيم حدث من هذا القبيل، والذي يندرج منذ 28 عاما في إطار التقليد الفني والروحي لمدينة فاس".
وتميز هذا اللقاء بعرض شريط حول مهرجان فاس للموسيقى الروحية العالمية، وبعرض للفنان المغربي مروان حجي وفرقة الفلامنكو الإسبانية "خيسوس منديز"، التي ارتحلت بالحضور في سفر يلغي الحدود، من خلال مزيج بين أنغام الفلامنكو والموسيقى العربية-الأندلسية.