فاس مدينة ذكية كيف ومتى ؟
ضمن مسابقتي lEEE smart cities contest + seoul smart city prize
اللتان أقيمت فعالياتهما على التوالي ببوخاريست رومانيا بين 24 و 27 شتنبر و سيول في كوريا الجنوبية 25 شتنبر حيث فازت بالمركز الثاني من خلال تقديم مشروعها E – Mulouya
وهو مشروع مبتكر تم إنشاؤه بالمجال الترابي لإقليم بركان تجسيدا لالتزامه بالتنمية المستدامة في حوض ملوية . وأنا كمغربي أصفق بحرارة رافعا قبعة التنويه لهذا الإقليم على هذا الإنجاز الاستثنائي على الصعيد الدولي ، الذي جعل مدينته عاصمة للتحول الرقمي بفوزها بمسابقتين دوليتين هامتين فوزا مستحقا.
لكن من حيث انتسابي إلى مدينة فاس العريقة وبدافع الغبطة ، أتمنى أن أرى هذه المدينة لما لها من مؤهلات ترابية وتاريخية وحضارية . وقد دخلت في مصاف المدن الذكية ، سيما وأنها من بين المدن التي تتشرف باحتضان مباريات من التظاهرة العالمية كأس العالم 2030 لكرة القدم التي تفرض أن تستعد لها مدينة فاس بما يدخلها في عالم الرقمنة والذكاء الاصطناعي كمدينة ذكية .
وأنا مقتنع بأنه ما بالتمني تنال المطالب . أتساءل إذا كان الكل يجمع على أنها تستحق أن تكون مدينة ذكية فماذا تحتاجه فاس لبلوغ ذلك؟
لعل أول شيء يسأل عنه هو هل فيها من بين ممثلي سكانها في المجالس المنتخبة، محليا وجهويا ووطنيا من يدافع عنها باللسان وبالدراع ويهيئ لها من المشاريع والإنجازات ما يجعل منها مدينة ذكية ؟
وثاني شيء يحقق للمرء الاقتناع أن المدينة التي يسكنها أو يزورها ، تعتبر ضمن المدن الذكية ، هو ملاحظة خصائص المدينة الذكية فيها . لأنه يحتاجها يوميا وفي جميع أوقات قضائه لغرض وظيفي أو إداري أو نفعي أو سياحي أو ثقافي أو رياضي أو ... وهي أصبحت اليوم سهلة الإدراك..
ومن بين هذه الخصائص التي تحتاج إليها مدينة فاس ، لتكون مدينة ذكية تجمع بحق بين أنها فاضلة وعريقة ، وبين متطلبات العصر وتكنولوجيات الحياة المعاصرة المستجيبة لرغبات وحاجيات سكانها وزوارها ، هي في نظرنا - بعد الذكاء الترابي المتوفر في مؤهلاتها . وفعالية المدافع بصدق ورغبة أن تكون كذلك – هي مجملة في هذه الاقتراحات:
1 – أن يكون نظام التنقل فيها يتم بكفاءة ويسر، ولبلوغ هذه الكفاءة في فاس . لا بد من مخطط تنظيمي للنقل . وهذا يتم بناء على إحصائيات تهم الركاب والمواصلات العامة – والحاجيات من حافلات ذكية وسيارات أجرة ذكية – ترامواي وباص واي – ميترو ؟ – قاطرة معلقة ...الخ . مع تقييمها المستمر، وبصفة خاصة تقييم نظام التتبع الذكي فيها والمميزات والتسهيلات المغرية باستعمالها . إلى جانب أجهزة الاستشعار فيها . ونعتقد أن هذه كلها لا زالت المدينة تفتقر إليها ، ولعل الآن أوان إنجاز مشاريعها إذ الرغبة متوفرة والضرورة ملحة .
2 – خدمات الطوارئ في المدينة مثل سيارات الإطفاء وسيارات الإسعاف من حيث توفرها وجودة خدماتها وسهولة تنقلها سواء في أزقة المدينة العتيقة أوفي مداراتها السياحية أو في مناطق المدينة الجديدة والأحياء الجديدة . وهذه ظاهريا موجودة ومتوفرة ، ولكن جودة خدماتها وتطبيق أنظمة الذكاء الاصطناعي عليها ، إنجاز غير متوفر أو هو نسبي .