الشعر الإفريقي بلسان عربي يصدح بتطوان


الشعر الإفريقي بلسان عربي يصدح بتطوان
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      نظمت دار الشعر بتطوان، مساء أمس الجمعة، بمدرسة الصنائع والفنون الوطنية بتطوان، الدورة الثانية لملتقى الشعر الإفريقي، وذلك بمشاركة ثلة من الشعراء الأفارقة، الذين يقرضون الشعر باللغة العربية.

وشارك في ثاني محطات هذا الملتقى كل من الشاعر إبراهيم سيدي الفلدي من السنغال، والشاعر حمزة الثقافي من نيجيريا، والشاعرة فاطمة أعموم من ليبيا، والشاعرة حليمة الإسماعيلي من المغرب، والشاعر أحمد محمد من مالي، والشاعرة سعاد بازي من المغرب، بينما قدمت مجموعة شعبية محلية وصلات موسيقية من الفن الكناوي.

وافتتح الشاعر السنيغالي إبراهيم سيدي الفلدي هذه الأمسية الشعرية، بعدما أتحف الجمهور بحروفه، وبتطوافه على ربوع السنغال ورموزها، بإلقاء قصائد "ما تشظي من سحر بابل" و"مرثية للخروج الأخير" و"أسئلة"، قبل أن يلقي الشاعر القادم من نيجيريا، حمزة الثقافي، قصائد من دواوينه "هدية شعرية" و"الثقافي"، التي حلقت بجمهور دار الشعر في سماء الإبداع والثقافة والتراث الإفريقي.

واعتلت بعدها منصة الشعر صاحبة المركز الثالث في مسابقة الأدباء الشباب، ببغداد لسنة 2024، وصاحبة المركز الأول في جائزة الشيخ الطاهر الراوي للشعر الفصيح سنة 2019، فاطمة أعموم، التي سافرت بالحاضرين إلى عوالم الجمال والإمتاع، من خلال قصائد من ديوانها "قبضة من رمل"، قبل أن تشنف أسماع الجمهور الذواق والمتعطش للشعر والجمال، الشاعرة حليمة الإسماعيلي، بقصائدها المنتقاة بعناية خصيصا لهذه الأمسية الباذخة، من دواوينها "تراتيل الطين" و"عطش" و "ما أوسع الموت فيك".

أما الشاعر المالي أحمد محمد فقد أبى إلا أن يلهب جمهور هذه الأمسية الشعرية بإلقاء آخر قصائده الراقية "عن تامبوكتو" و"التعارف" التي تفاعل معها الجمهور الوفي لهذه الأمسيات الشعرية.

واختتمت الفعالية الشعرية، ابنة الحمامة البيضاء، الشاعرة سعاد بازي المرابط بإلقاء قصائد من دواوينها "حصتي من الإرث شهرة" و"مكعبات كذب" و "حب على ربابة فقدان" المفعمة بالحب والجمال.

ليسدل الستار على برنامج الدورة الثانية لهذا المهرجان الشعري بحفل تقديم وتوقيع ديوان "مرافئ الحيرة" للشاعر السنغالي محمد أمين جوب، وديوان "سأعبر جسر القصيدة" للشاعرة المغربية سعاد بازي.

بالمناسبة، أبرز مدير دار الشعر بتطوان، مخلص الصغير، أن ملتقى الشعر الافريقي تظاهرة أخرى تنظمها دار الشعر بتطوان والتي بلغت دورتها الثانية هذه السنة، لتجد لها مكانا ضمن الاجندة الثقافية والشعرية للدار، معتبرا أن هذه الفعالية الشعرية تعنى بالشعراء الافارقة الذين يكتبون القصيدة باللغة العربية.

وأشار مدير دار الشعر، أن هذا الملتقى ينظم بالتزامن مع اليوم العالمي للغة العربية، ذلك أن دار الشعر تروم من خلال تنظيم هذا الملتقى ليس فقط الاحتفاء باللغة العربية في جغرافيتها ولكن الاحتفاء بها في امتدادها وآفاقها الافريقية.

من جانبه أكد الشاعر السينغالي إبراهيم سيدي الفلدي، أن المشاركة في هذه المحافل الشعرية تفتح للشعراء آفاقا لإيصال أصواتهم الافريقية إلى هذا العالم الشاسع، مشددا على أن ملتقيات ومهرجانات من هذا القبيل هي فرصة للشعراء الافارقة للالتقاء بإخوانهم الشعراء المنتمين للدول المغاربية، والجامع بينهم انتماؤهم لهذه القارة الشعرية بامتياز.

يذكر أن الدورة الأولى من ملتقى الشعر الإفريقي قد أقيمت بتطوان السنة الماضية، بمشاركة شعراء من السنغال ونيجيريا ومالي والمغرب.

وتمثل قصائد هؤلاء الشعراء إضافة خصبة للشعر العربي المعاصر، من حيث روح الإيقاعات الإفريقية والغنى البصري للقصيدة القادمة من أعماق إفريقيا وهي تستلهم جماليات الفضاء الإفريقي وشاعريته الخاصة.

اترك تعليقاً