التأكيد على أهمية تخصيص اعتمادات مالية إضافية في مجال الأمن السيبراني
أكد المشاركون في ورشة، اليوم الخميس، بمراكش، أهمية تخصيص اعتمادات مالية إضافية في مجال الأمن السيبراني، حتى "تثمر استراتيجية الأمن الرقمي والسيبراني في البلدان العربية والإفريقية نتائجها".
وشدد المشاركون، خلال ورشة تحت عنوان "الأمن السحابي في نظام العمل الهجين"، على هامش الدورة الأولى لمعرض "جيتكس إفريقيا"، المنظم تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، على أن "اعتمادات مالية إضافية ستسهم لا محالة في تحقيق أمن سيبراني أمثل"، معتبرين أن "نظام العمل الهجين الذي يزاوج بين التواجد في مقرات العمل والعمل عن بعد، بقدر ما له إيجابيات، ينطوي على سلبيات".
ودعوا في هذا الصدد، إلى اعتماد آليات تكنولوجية من شأنها تمنيع الوسائل المستخدمة في مقرات الأعمال، ومن ضمنها التحويلات المالية، والمراسلات الإلكترونية "الإيميلات"، والرسائل، والتي دوما ما تكون معرضة للاختراق "من قبل طرف ثالث"، مشيرين إلى أن "هذا الطرف الثالث يتعين أن يتم تحديده وإبرازه، تلافيا لكل ما من شأنه أن يحدق بالأمن السيبراني للمؤسسات، سواء كانت عمومية أو خصوصية، من أخطار".
وأكدت الخبيرة في الأمن الرقمي، حنان البوكيلي، في كلمة بالمناسبة، أن "المخاطر السيبرانية قد تتجلى في بث محتويات خادشة تؤثر على صورة المؤسسة، فضلا عن خسارة معطيات ذات أهمية كبيرة"، داعية إلى إرساء بنيات تحتية رقمية بمستطاعها التصدي لهذه الأخطار التي تستهدف هذه المؤسسات سواء عمومية، أو خصوصية، على غرار اعتماد صيغ للولوج إلى المواقع ومراقبتها.
أما الخبير في أمن الأسواق المالية، شيخنا ديوب (السنغال)، فدعا، من جهته، إلى الاستثمار في "المواهب الشابة"، ورفع المخصصات المالية الموجهة للتكوين، مسجلا الحاجة إلى جني ثمار الذكاء الاصطناعي، بما يجعل هذا الأخير مسهما في تحقيق أمن سيبراني أمثل.
ولمواجهة "هشاشة النظم السيبرانية"، أكد الخبير أهمية التغيير الدوري لكلمات السر، والارتقاء بالقدرات والكفاءات، مع تحديد الأخطار بغرض التصدي لها وفق ما توجبه كل حالة. من جانبه، قال المتخصص في الصمود السيبراني، وحلول حماية المعطيات بشركة "ديل للتكنولوجيات"، رافي بالديف (الهند)، إنه "يتعين تحري مزيد من اليقظة، وبلوغ أعلى درجات النجاعة في مجال الأمن السيبراني"، مبرزا أن الأخطار السيبرانية تقتضي أيضا تحديد الأولويات، والاستعانة بالخبرات المتمرسة. وتجدر الإشارة إلى أن معرض "جيتكس إفريقيا"، الذي يشكل مبادرة لمعرض "جيتكس غلوبال" في دبي، وهو أكبر معرض عالمي للتكنولوجيا والشركات الناشئة المصنف كأفضل معرض عالمي لقادة العالم في المجال التكنولوجي، يجمع مسؤولين في القطاعين العام والخاص، وأصحاب القرار السياسي، ومستثمرين وجامعيين، على مدى ثلاثة أيام، من التبادلات المكثفة بين القطاعين العام والخاص، حول أكبر الاقتصادات الرقمية عالميا في المستقبل.
كما يندرج هذا الحدث البارز في إطار جهود المملكة لتعزيز التعاون جنوب ـ جنوب في المجال الرقمي، والإسهام في إشعاع القارة الإفريقية على الصعيد الدولي، على اعتبار أنه يروم النهوض بالابتكار التكنولوجي متعدد القطاعات والتحول الرقمي بإفريقيا.