الأفارقة المغتربون واستعادة هوياتهم الثقافية ليصبحوا قوة تأثير
أكد باحثون أفارقة وفاعلون ثقافيون، اليوم الجمعة 19 ماي 2023 بالرباط، أن المغتربين الأفارقة الذين يملكون مواهب معروفة ومعترف بها على الساحة الدولية، عليهم استعادة هوياتهم الثقافية ليصبحوا قوة تأثير ويعززوا العبقرية الأفريقية في العالم.
جاءت هذه الآراء الإيجابية المحفزة
وغيرها ، خلال إدارة خبراء لمائدة مستديرة حول موضوع "النهضة : أية أسطورة
مؤسسة لأفريقيا ومغتربيها"، في إطار مهرجان حركة الإبداع الافريقي، وطالبوا بتوحيد الطاقات والموارد للفنانين من خلفيات
مهاجرة بهدف إرساء الأسس لنهضة ثقافية ستتجاوز القارة.
فبالنسبة إلى رشيدة قاعوط، مؤسسة المفوضية العليا للمهاجرين الأفارقة في فرنسا،
فإن مسألة "العودة إلى المنبع" تطرح بحدة بالنسبة للفنانين الأفارقة
المغتربين، لا سيما مع ظهور الجيلين الثاني والثالث اللذين أديا إلى تغيير
النماذج، مما يبرز أهمية البحث عن الذات وأصول الفرد وتراثه الثقافي.
واعتبرت أنه يجب أن يترجم هذا الوعي إلى إجراءات ملموسة لتحقيق أقصى استفادة من
هذا المخزون الهائل من المواهب والمهارات، التي يمثلها المغتربون الأفارقة، مضيفة
"لدينا الكثير من الثروة والإمكانات التي تمكننا من التنظيم والتمويل
الذاتيين".
ومن جانبه، أكد أوليفييه لوتشيز، المؤسس المشارك والرئيس التنفيذي لمجموعة Trace
الإعلامية (فرنسا)، أن الثقافة تمثل بالنسبة للمغتربين الأفارقة إسمنتا ووسيلة
للدفاع عن أنفسهم ضد العنصرية والتمييز، مشيرا الى أن "المحتوى الإبداعي
الأفريقي أصبح ناجح ا في جميع أنحاء العالم، "وأن الفنانين من أصل
أفريقي" يصنفون بانتظام في قائمة ال50 الأفضل في العالم" في العديد من
المجالات الإبداعية.
ولدى تطرقه إلى فكرة "السيادة الثقافية"،
اعتبر تشارلز بينام بيكوي، السكرتير التنفيذي للمركز الدولي للبحوث والتوثيق حول
التقاليد واللغات الأفريقية، أن تاريخ إفريقيا يحتاج إلى إعادة كتابته من قبل
الفنانين والمبدعين من أجل "استعادة الحقيقة التاريخية، وإعادة بناء الكبرياء
وإبراز العبقرية الأفريقية إلى العالم".
وتنظم النسخة الثامنة من حركة الابداع الافريقي من 18 إلى 21 مايو بالرباط، تحت
الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، بشراكة مع منظمة المدن
والحكومات المحلية الإفريقية المتحدة، ووزارة الشباب والثقافة والاتصال، ومدينة
الرباط، وكذلك فيدرالية الصناعات الثقافية والإبداعية التابعة للاتحاد العام
لمقاولات المغرب، ومؤسسة هبة والمدى، بدعم من رئيس مؤسسة المتاحف الوطنية ، مهدي
قطبي.
بالإضافة إلى العروض الفنية، يقدم المهرجان برامج بيداغوجية وعلمية مع ورشات
و"ماستر كلاس" ومؤتمرات وموائد مستديرة حول مواضيع مختلفة تتعلق بالفنون
الرقمية.