أكاديمي موريتاني يؤكد أن الرافد المغربي من أهم الروافد التي غذت العلوم الشرعية في بلاده


أكاديمي موريتاني يؤكد أن الرافد المغربي من أهم الروافد التي غذت العلوم الشرعية في بلاده
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      أكد الأكاديمي الموريتاني محمدن بن أحمد المحبوبي، أن الرافد المغربي يعد من أهم الروافد التي غذت العلوم والمعارف عموما في موريتانيا والعلوم الشرعية فيها بشكل خاص.

وأوضح ذلك خلال محاضرة ألقاها خلال الاسبوع الجاري بالمركز الثقافي المغربي بنواكشوط، حول "حضور العلماء المغاربة في الثقافة الموريتانية – الإمام ابن عاشر نموذجا" أن الرافد المغربي يعد من أهم الروافد التي أطرت الثقافة الشنقيطية وأمدتها بمختلف العلوم والمعارف لاسيما في الفقه والشرع ، حيث كان للعلماء المغاربة حضور كبير في بلاد شنقيط ضمن مقررات المحاظر (جمع محظرة، وهي مؤسسة تعليمية أهلية تشبه في جانب منها الكتاب ، لكنها تختلف عنه في أساليب التدريس والمناهج الدراسية..) .
ويضيف أن مؤلفات علماء أمثال القاضي عياض وابن عاشر ومحمد الرهوني وتقي الدين الهلالي وعبد الله كنون وغيرهم ، كانت من المصادر الأساسية التي اعتمدها الشناقطة في الحقل الفقهي، كجزء من العلوم الشرعية، درسا وتدريسا ومراجعة.
وقال إن الفضل في انتظام الحصص الدراسية الأولى بالربوع الشنقيطية يرجع إلى العلماء المغاربة ، حيث وصلت المؤلفات المغربية إلى بلاد شنقيط في وقت مبكر، وفي مقدمتها رسالة، أو ومتن "الأجرومية" للفقيه المغربي ابن آجروم.
ونزل الإمام عبد الواحد ابن عاشر من هذا الحضور، منزلة متميزة إذ علق اسمه بالذاكرة الموريتانية وحصلت مؤلفاته في الصدور، لاسيما منظومته المعروفة " المرشد المعين".
وأرجع الأستاذ بن أحمد المحبوبي، الحاصل على دكتوراه الدولة في اللغة العربية بجامعة محمد الخامس بالرباط، سبب هذا الحضور المتميز للعالم الفقيه ابن عاشر في المعارف الموريتانية إلى اعتماده في كتابه على ثلاثية "بالغة الأهمية" هي فقه مالك وعقيدة الأشعري وتصوف الجنيد.
ويرى أن "المرشد المعين" كان ، وما يزال، العمود الفقري لمقررات الفقه المالكي في المحظرة الشنقيطية ، لاسيما في المراحل الأولى من مستويات التعلم ، كما عول عليها العلماء الشناقطة في الحصول على رصيد معرفي بالغ الأهمية .
وتجاوزت شهرة منظومة "المرشد المعين" بلاد شنقيط ، إذ تحضر في الثقافة العربية الإسلامية، عموما، والمغاربية، خاصة، بفضل محوريتها ومركزيتها، و"جمعها لما لم يجتمع في كثير من المدونات الفقهية ، لا المتقدمة عليها ولا اللاحقة بها".
وأجمعت المداخلات عقب هذه المحاضرة على الدور الذي لعبته المحاظر الموريتانية، باعتبارها "جامعات بدوية متنقلة"، كحاضنة لمنظومة ابن عاشر، التي ما زالت أبيات منها حاضرة حتى في الثقافة الشفوية الموريتانية كاستشهادات .

اترك تعليقاً