يوم دراسي لرصد واقع وآفاق التعلم مدى الحياة بالمغرب
سلط المشاركون، في يوم دراسي ينظمه المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي حول موضوع "التعلم مدى الحياة"، الضوء على واقع وآفاق التعلم مدى الحياة بالمغرب، في ضوء التحديات والفرص القائمة والمستقبلية.
فقد أكد المشاركون، في الجلسة المخصصة لموضوع "تشخيص واقع التعلم مدى الحياة وآفاقه"، على ضرورة تشجيع التعلم في مختلف المراحل العمرية والمجالات المتاحة باعتباره رافعة لتحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية بالمملكة.
وتوقف عضو المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي ورئيس اللجنة الدائمة لحكامة منظومة التربية والتكوين، محمد السلاسي سنو، عند الإطار المرجعي للتعلم مدى الحياة، وذلك من خلال الرؤية الاستراتيجية 2015-2030، والقانون الإطار 17-51 للتعلم مدى الحياة، فضلا عن مرجعيات وطنية ودولية أخرى تؤطره، وأبرز أهمية إرساء نموذج وطني للتعلم مدى الحياة، وضرورة اعتماد إطار للشهادات يربط بين التعليم وسوق العمل، مما يتيح مرونة الانتقال بين التعلم والعمل طوال الحياة، موضحا أن الهدف الأساسي هو بناء نظام تعليمي متكامل يدعم الكفاءات ويضمن الاعتراف بالمكتسبات الفردية.
ومن جانبها، قدمت ممثلة اللجنة الموضوعاتية حول التعلم مدى الحياة التابعة لبعثة الاتحاد الأوروبي، فلورانس تيرا نوفا، التي شاركت في هذه الجلسة عبر تقنية التناظر المرئي، دراسة بعنوان "التعلم مدى الحياة، أية رؤية بالنسبة للمغرب؟" تتوخى تمكين الجهات الفاعلة بالمغرب من نموذج يحدد التوجهات الاستراتيجية الرئيسية بشأن التعلم مدى الحياة، مبرزة أهمية النتائج التي تم تحقيقها في إطار هذه الدراسة.
وبدوره، قال الأستاذ الباحث في كلية علوم التربية بجامعة محمد الخامس، يوسف نايت بلعيد أن الهدف الأساسي يكمن في الخروج باقتراحات ورؤى من أجل تفعيل التعلم مدى الحياة، موضحا، في عرضه، أنه وبالنظر للأرقام المقلقة حول نسب الأمية والهدر المدرسي، فإن هذا الوضع بات يفرض السعي إلى تشجيع التعلم مدى الحياة بهدف ضمان تحقيق أهداف التنمية المستدامة
وأبرزت باقي التدخلات، أن كلية علوم التربية بجامعة محمد الخامس، عملت على إعداد برنامج، منذ العام 2021، يجسد الحرص على الانخراط في مشروع التعلم مدى الحياة، من خلال إطلاق ماستر متخصص حول التعلم مدى الحياة، علاوة على إنجاز عدة أبحاث علمية تتناول هذا الموضوع.
وأشار إلى أن الحاجة ملحة إلى تشجيع التعلم مدى الحياة، في أي مرحلة من مراحل التعلم، وفي أي مجال من المجالات المتاحة، مع ضرورة تنمية مهارات وكفاءات الأفراد على المستوى المعرفي والمجتمعي، وتجديد سياسات التعليم والتكوين لتتلاءم مع التحولات الاجتماعية والاقتصادية، وتلبي متطلبات سوق العمل.
ويهدف هذا اليوم الدراسي، المنظم بشراكة مع الاتحاد العام لمقاولات المغرب ومنظمة اليونسكو وكلية علوم التربية والمؤسسة الإفريقية للتعلم مدى الحياة، إلى التوعية برهانات التعلم مدى الحياة في تكوين الرأسمال البشري بالمغرب وتطويره، وذلك في ضوء التحديات والفرص القائمة والمستقبلية، بالإضافة إلى تقاسم ممارسات مبتكرة ومقاربات متنوعة من شأنها تعزيز التعاون المستدام بين المشاركين.
وللإشارة، يشارك في أشغال هذا الحدث ممثلون عن المجلس الأعلى للتربية والتكوين والبحث العلمي، والمؤسسة الإفريقية للتعلم مدى الحياة، ومنظمة اليونسكو، وكلية علوم التربية، ومعهد اليونسكو للتعلم مدى الحياة، بالإضافة إلى ممثلين عن وزارة التربية الوطنية، ومكتب التكوين المهني، ووزارة التعليم العالي، وكذلك ممثلين عن المجتمع المدني، فضلا عن مجموعة من الخبراء على المستويين الوطني والدولي.