كي تبتسم فاس دائما
في مستهل الحديث عن الابتسامة المطلوبة للعاصمة العلمية والروحية فاس . لا بد من تقديم الشكر والتنويه لكل أعضاء جمعية الفكاهيين المتحدين للثقافة والفنون أولا والمديرية الجهوية للثقافة والشباب والتواصل قطاع الثقافة بفاس ثانيا ، على العمل التشاركي من أجل استمرار المهرجان الضاحك بهذه المدينة التي افتقدت للابتسامة ردحا من الزمن لا يستهان به . وذلك خلال أيام ممتدة من 4 إلى 8 دجنبر 2023 في برنامج غني ومتنوع بعروضه الفنية للشباب والجماهير الفاسية المتعطشة لمثل هذا النشاط الهادف والذي شمل نزلاء السجن بصفرو في مبادرة تستحق التنويه . وكان حفل الافتتاح – في مستواه الرائع وحضوره المتميز – إيذانا على انتقال فاس من زمن وشاح الحداد إلى الانبعاث الثقافي ، واستهلال هذا الانبعاث بالفرجة والضحك ، عل الابتسامة تمتد لكل المجالات العطشى لكل ما يفرحها ويدخل عليها المسرة الدائمة
إنها لمسة من التفاؤل تروح عن الحالة النفسية للساكنة التي تفاعل الحاضر منها في إخراج الابتسامة المعبرة على الأقل في لحظة فرجة ممتعة ، في انتظار ابتسامة دائمة تحققها نهضة مطلوبة نظافة وبيئة وإنارة ونقل مريح وعمل يحقق حدا مقبولا من الكرامة وأمن وطمأنينة وترويح عن النفس ، وفي انتظار وترقب انتقال المدينة إلى مصاف المدن الذكية إذا كان لها نصيب من ذلك ، وإذا ما تحققت وعود احتضان كأس العالم.
إن
فاس لم تفقد الأمل رغم ما مر عليها من فرص أضاعت الآمال مرارا وتكرارا ، ونتمنى
ألا تضيع عنها هذه الفرصة لتعود إليها ابتسامتها المفقودة سواء في ملاعبها
الرياضية وبؤسها المعشش في الجنبات ، وسواء في دور الشباب بها التي لا تتوفر على
تجهيزات تساعد على الإبداع وصناعة الابتسامة ، وسواء في ميادين الثقافة وهجرة
مثقفيها ، وسواء في ساحاتها التي تعيش فقط على ذكريات تراثها اللامادي ، وسواء في
المؤسسات الاجتماعية التي لا حول ولها ولا قوة وسواء في ضعف حركتها التجارية لدرجة أن التاجر
في دكانه يسند رأسه على كفيه مهموما . وسواء . وسواء
في هذا الخضم البئيس والمدينة وأهلها تعتصر ألم الإهمال والسكوت المطبق بعد أن كانت محط أنظار العالم ومركز إشعاع . أصبحت الابتسامة نادرة وإذا حضرت كانت مصنعة أو تخفي المعاناة . حتى إذا حضر مهرجان الضحك بهذا الإبداع وهذه المشاركات المتميزة وهذا الحضور . كان بحق باعث أمل جديد معلنا أن دوام الحال من المحال ، وأنه مهرجان بزوغ فجر الفرح الهادف ليعتبر رسالة أمل في مدينة الآمال.