كنور أفريقيا تعود تدريجيا إلى أصحابها


كنور أفريقيا  تعود تدريجيا إلى أصحابها
أفريكا 4 بريس / هيئة التحرير

      منذ صدور قانون إرجاع الممتلكات   في فرنسا نهاية سنة 2020 الذي يعتبر تنفيذا لما سبق و أن التزم به الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون في خطابه الشهير بواغادوغو عاصمة بوركينافاسو في 28 نوفمبر 2017  حيث أعلن آن  جرائم الاستعمار الاوروبي لا جدال فيها داعيا الى ارساء "علاقة جديدة". و بدء مهلة خمس سنوات لإعادة مؤقتة أو نهائية لقطع من التراث الإفريقي مقرا بعدم جواز استمرار الوضع الحالي المتمثل بالغياب شبه التام للقطع التراثية عن بلدان إفريقيا.  

فمنذ 2019، إضافة إلى بنين، قدمت ستة بلدان إفريقية (السنغال وساحل العاج وإثيوبيا وتشاد ومالي ومدغشقر) طلبات لاستعادة أعمال حيث يوجة ما يقارب تسعين ألف قطعة فنية من بلدان إفريقيا جنوب الصحراء ضمن المجموعات العامة الفرنسية، أغلبها موجود في متحف كي برانلي، بينها 46 ألف قطعة وصلت خلال الحقبة الاستعمارية.

وهكذا أودعت فرنسا في مدغشقر تاجا معدنيا مخمليا مذهبا كان يعلو ذات يوم قبة المظلة الملكية للملكة رانافالونا الثالثة، صاحبة السيادة الملغاشية التي قاومت خلال فترة حكمها (1883-1897) الاستعمار الفرنسي. كما أصبح بإمكان كل من بينين والسنغال استرجاع ممتلكاتهما المتواجدة بفرنسا منذ فترة الاستعمار.

 كما سبق للرئيس السنغالي  تسلم سيف الحاج عمر الفوتي الذي سبق و أن خاض به العديد من المعارك في إطار توحيد مملكة «التوكلور» الإسلامية كواحدة من أشهر وأكبر الإمارات الإسلامية في غرب أفريقيا. كما واجه به المستعمر الفرنسي لسنوات طويلة، 

حصل عليه الكولونيل الفرنسي لويس أرشينارد، بعد حملة عسكرية قادها ضد نجل الحاج عمر الفوتي عام 1893، ونقل في العام الموالي إلى فرنسا.

 كما افتتح مؤخرا ببنين  معرض لمجموعة من قطع كنوز بهانزين التي كانت بحوزة فرنسا  منذ 130 سنة  بعد أن استولت عليها القوات الفرنسية إبان فترة الاستعمار من قصر أبومي بالعاصمة التاريخية دانهومي في عام 1892 . و تمكن الجمهور لأول مرة من الاطلاع على ما مجموعه 26 قطعة يعتبر بعضها مقدسا نظرا لأهميته التاريخية و الفنية.

وكانت بنين قد استرجعت هذه القطع في نوفمبر 2021 في إطار عملية استرجاع الأعمال  حيث أقيم المعرض الذي حمل شعار «فن بنين بالأمس واليوم، من الاسترجاع  إلى  العرض» في القصر الرئاسي في كوتونو بجانب إعمال فنية أخرى. 

كما التزمت فرنسا بمواصلة عملية إرجاع باقي  الممتلكات إلى بنين و باقي الدول الإفريقية  

و في نبجيريا تم في حفل رسمي حضره ضيوف ملكيون و العديد من الحكام و القادة تسليم الحكومة النيجيرية تحفتين برونزيتين  نهبت فى العهد الاستعمارى إلى حاكم تقليدي لمدينة بينين على اعتبار آنهما إرث لمملكة  بنين أزيل التي كانت متواجدة قبل 125 عاما 

و قد تم عوض التحفتين و هما عبارة  عن مجسم  ديك برونزي وتمثال نصفي لملك  في قصر ملك بنين، الذي حكم أسلافه المنطقة عندما نهبها الجنود البريطانيون في عام 1897.

و تعتبر نيجيريا هذا الحدث بمثابة انتصار تاريخي و حافز أمل من أجل  استرجاع جميع الأشياء المسروقة. 

 حيث صرح آبا تيجاني، المدير العام للجنة الوطنية للمتاحف والآثار في نيجيريا، "لقد أعطاني الوزير الإذن بالسفر إلى أوروبا والتفاعل مرة أخرى مع المتاحف في ألمانيا والنمسا والمملكة المتحدة لمعرفة ما إذا كنا قادرين على الاتفاق على موعد توقيع اتفاقيات النقل هذه وبدء وصول هذه القطع".

و تجدر الإشارة إلى أن مدينة بينين  تضم العدي من المتاحف أشهرها متحف بنين سيتي الوطني  الذي يعد موطناً لعدد كبير من القطع الأثرية المصنوعة من الفخار والنحاسيات و البرونز والحديد الزهر. 

كان المتحف يقع في القطاع الخاص في قصر أوبا و في السبعينات تم  نقله وأصبح مركزًا عامًا  يضم ثلاثة معارض ، ويعد واحدًا من أكبر المتاحف من حيث المصنوعات اليدوية الأصلية في نيجيريا ، و هذا يشجع على  زيارته للمهتمين بالتاريخ و الثقافة  ومحبي التحف التاريخية.

اترك تعليقاً