فاس وأول المستشفيات بالمغرب: مستشفى رأس الجنان للطب العسكري


فاس وأول المستشفيات بالمغرب: مستشفى رأس الجنان للطب العسكري
أفريكا فور بريس - محمد التهامي بنيس

      أحدثت بناية خاصة مستقلة لممارسة المهام الطبية العسكرية أول الأمر، ثم ضمت المهام المدنية بعد ذلك ، بمدينة فاس في منطقة رأس الجنان ، يوم 17 يونيو 1911 وذلك وفق وثيقة رسمية لطبيب عسكري يسمى العقيد سالينيي، بعد أن أبرم عقد كراء فضاء تقليدي واسع كان معروفا بدار بنيس لتوسيع هذا المستشفى وأطلق عليه اسم مستشفى أوفير العسكري تكريما لهذا الطبيب العسكري الذي سقط قتيلا يوم 2 يونيو 1911 ، ولم يكن اختيار الموقع عبثا ، فبحومة رأس الجنان توجد  زاوية سيدي علال القادري وسط غابة كثيفة يومها ، وتضم بيوتا عريقة منذ القدم تجمعها وشائج تكاد تكون عائلة واحدة يصعب اختراقها ونذكر منها عائلة المريني التي تنحدر منها الشاعرة أمينة المريني ، وعائلة السرغيني التي ينحدر منها الشاعر الدكتور محمد السرغيني وعائلة الهزاز التي ينحدر منها الحارس الدولي حميد الهزاز ، وعائلة بنيس التي أنشئ على دارها هذا المستشفى . إلى جانب عائلات أخرى تتعايش في دروب الحي بأبواب مفتوحة كما لو أنها بيت واحد، وعين لتدبير شؤون هذا المستشفى العلاجية الدكتور فورنيال وهو الذي جمع بين أنه طبيب وأنه ميسور ماليا وساهم بقسط وافر من ماله لهذه التوسعة التي كانت بالخيام أولا.

ويقول لعسيبي الإعلامي " إن فاس تكاد تكون المدينة الوحيدة في المغرب كله، التي ستشهد ميلاد ثلاث مؤسسات طبية دفعة واحدة في المسافة الزمنية بين ماي 1911 وأبريل 1912. وأنها منذ البداية كانت مؤسسات طبية عسكرية ومدنية، وفي مواقع مختلفة من المدينة، ويمكن فقط، الإشارة إلى ثلاثة منها، هي: مستشفى أوفير العسكري، ومستشفى كوكار العسكري والمدني، ومستشفى مورا المدني، والتي تأسس كلها، سنوات 1911 و1912.

" لكن تجذر إشارتنا  إلى أن مستشفى أوفير المدني كما كان معروفا لدى السكان ، كان في موقع خارج مدينة فاس في منطقة رأس الماء " ونقل إلى هضبة ظهر المهراس في 1 يناير 1935 على أن يفتح الجزء المخصص للمرضى المدنيين أبوابه في شتنبر من نفس السنة.

اترك تعليقاً