رواندا تخلد الذكرى الـ31 للإبادة الجماعية ضد التوتسي


رواندا تخلد الذكرى الـ31 للإبادة الجماعية ضد التوتسي
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      تخلد رواندا يومه الاثنين تحت شعار "ذاكرة، وحدة، تجديد"، الذكرى الـ31 للإبادة الجماعية ضد التوتسي لعام 1994، التي راح ضحيتها أكثر من 800 ألف شخص معظمهم من أقلية التوتسي ومن المعتدلين من جماعة الهوتو في غضون 100 يوم فقط.
وتسعى رواندا من خلال تخليد هذه الذكرى الأليمة، إلى تعزيز وحدة الشعب الرواندي ومكافحة كافة أشكال التمييز وخطابات الكراهية الرامية إلى تأليب الروانديين على بعضهم البعض، وبالتالي منع تكرار هذه المأساة .
وشهدت رواندا في أبريل 1994 واحدة من أبشع جرائم القتل الجماعي في التاريخ المعاصر بعد أن تحولت البلاد، غداة اغتيال رئيس الحكومة "جوفينال هابياريمانا"، إلى ساحة لمذبحة مروعة خطط لها ونفذها بعناية نظام الهوتو المتطرف مستعينا في ذلك بإذاعة "راديو الألف تل" في التحريض على قتل أقلية التوتسي.
وفي أجواء مليئة بالحزن، بدأت رواندا اليوم أسبوع الحداد الوطني تخليدا لذكرى الضحايا والناجين، حيث أوقد الرئيس "بول كاغامي" شعلة الحداد في نصب غيسوزي التذكاري في كيغالي. وستبقى هذه الشعلة موقدة مائة يوم.
وقال "بول كاغامي" في كلمة بالمناسبة، إن "ما لم ينجح في القضاء على الروانديين على مدى السنوات الـ31 الماضية قد قوى عزيمتهم وأعدهم لمواجهة كل ما قد يحمله المستقبل"، مبرزا أن الروانديين مطالبون بالنضال لضمان عدم تكرار ما حصل في عام 1994، مشيرا إلى أن "الأكاذيب أصبحت اليوم تطغى على الحقائق وأن سماع الحقيقة لم يعد غاية، وخاصة الحقيقة حول تاريخ رواندا، الذي أدى إلى الإبادة الجماعية ضد التوتسي"، داعيا إلى التحلي بالشجاعة للتعامل مع الموقف واللحظة، مضيفا بالقول "لا تسمحوا لأحد أن يملي عليكم كيف يجب أن تعيشوا حياتكم، لأن اللحظة التي تقبلون فيها ذلك، ستكون هي اللحظة التي تفقدون فيها حياتكم".
من جهته، أكد الأمين العام للأمم المتحدة "أنطونيو غوتيريش"، في رسالة بمناسبة اليوم الدولي للتفكر في الإبادة الجماعية لعام 1994، أن "هذه الصفحة المروعة من تاريخ البشرية لم تكن عملا عفويا أهوج من أعمال العنف الرهيب. بل كانت تلك الأعمال مقصودة ومتعمدة ومزمعة، اتخذ فيها خطاب الكراهية وسيلة عمقت شروخ الانقسام وبثت الأكاذيب وامتهنت الكرامة البشرية"، مضيفا "يجب علينا أن نأخذ العبرة من واقعة الإبادة الجماعية الرهيبة في رواندا، وأن نعمل على وقف مد خطاب الكراهية والحيلولة دون أن يتحول الانقسام والسخط إلى عنف، والتشبث بحقوق الإنسان، وضمان المساءلة"، داعيا إلى الالتزام باليقظة والتكاتف من أجل إقامة عالم ينعم فيه الناس كافة بالكرامة والعدل، إكراما لجميع من قضوا في الإبادة الجماعية في رواندا وجميع من نجوا من أهوالها.
وبحسب وزارة الوحدة الوطنية والمشاركة المدنية برواندا سيشهد أسبوع الحداد الوطني (7-13 أبريل) تنظيم مجموعة من الأحداث الهادفة إلى التفكر في الإبادة الجماعية التي شهدتها البلاد، لاسيما وضع أكاليل الورود على المقابر الجماعية بمختلف النصب التذكارية للإبادة الجماعية، وتنظيم جلسات للحوار حول الإبادة الجماعية و مكافحة خطاب الكراهية.
كما تمنع خلال هذا الأسبوع إقامة أي مناسبات عامة أو حفلات زفاف أو احتفالات، ويتم أيضا تأجيل المنافسات الرياضية وغيرها من الأحداث الترفيهية.

اترك تعليقاً