تخوف إفريقي من تصاعد العنصرية في الجزائر عقب المواجهة مع دول الساحل

يخشى الأفارقة في الجزائر، الذين لطالما وُصموا بالعار، من تصاعد العنصرية في ظل التوترات بين النظام الجزائري وجيرانه في منطقة الساحل.
وتعج وسائل التواصل الاجتماعي في الجزائر بكراهية الأفارقة والمشاعر المعادية للمهاجرين، مع تصاعد الدعوات إلى اتخاذ إجراءات عدائية ضد مواطني جنوب الصحراء، الذين يعانون أصلا من معاملة مهينة في الجزائر.
وتأججت المشاعر المعادية للمهاجرين، عندما استهدفت الجزائر طائرة مسيرة تابعة لمالي خارج حدودها، مما دفع مالي وحلفاءها في منطقة الساحل - النيجر وبوركينا فاسو - إلى استدعاء سفرائهم.
واتهمت مالي الجزائر باستخدام الإرهاب ودعمه لتحقيق أجندتها الإقليمية، ليبلغ التوتر ذروته بإغلاق الجزائر مجالها الجوي أمام مالي، التي ردت بخطوة مماثلة.
ومن المتوقع أن يفاقم سوء معاملة المهاجرين الأفارقة في الجزائر الوضع، لاسيما وأن الجزائر تشتهر بتعتيمها الإعلامي الذي يمنع الصحفيين المستقلين من التحقيق في ظروف معيشة المهاجرين في البلاد.
ولطالما اشتكت النيجر ومالي من اضطهاد السلطات الجزائرية للمهاجرين، لا سيما ممارساتها اللاإنسانية المتمثلة في نقل آلاف المهاجرين من جنوب الصحراء الكبرى بالحافلات، وتركهم على الحدود الصحراوية في ظروف قاسية، مما أدى في كثير من الأحيان إلى وفاة الكثيرين.
وفي أبريل الماضي، تظاهر ماليون غاضبون في باماكو احتجاجا على الأعمال العدائية للجزائر، مشيرين تحديدا إلى سوء معاملة المهاجرين من جنوب الصحراء الكبرى.
وقد أثارت تقارير عن مهاجرين عالقين دون طعام أو ماء، في ظل حر شديد على الحدود مع النيجر، قلق المنظمة الدولية للهجرة ومنظمة هيومن رايتس ووتش وهيئات حقوقية أخرى.