الجوع يهدد دول القرن الإفريقي بسبب الجفاف


الجوع يهدد دول القرن الإفريقي بسبب الجفاف
أفريكا 4 بريس / هيئة التحرير

      تعرف إفريقيا في السنوات الأخيرة موجات جفاف تختلف حدتها من منطقة لأخرى حسب الموقع الجغرافي وتضاريس ومستوى خزان الفرشات المائية لكل دولة.

  وتعتبر أثيوبيا من بلدان القرن الأفريقي الأكثر تضررا من الجفاف. حيث تمثل قرية الكوراحي المتواجدة شرقي البلاد خير دليل على ذلك٬ فقد أصبحت موطن لآلاف الأشخاص الذين نزحوا بسبب الظروف المناخية القاسية وأصبحوا مهددين بالمجاعة وانعدام الأمن الغذائي. 

هذا الوضع يتسبب في مشاكل صحية كثيرة مرتبطة بسوء التغذية خصوصا بالنسبة للأطفال الذين ينقلون إلى مناطق أخرى لتلقي العلاج والتزود بالوجبات المغذية للبقاء على قيد الحياة.

وحسب تقارير الأمم المتحدة تسبب الجفاف الشديد في مقتل "أكثر من 260 ألف شخص" في سنة 2011 وهو نفس السيناريو تقريبًا الذي يحدث اليوم. فوفقًا لليونيسف من المتوقع أن يحتاج أكثر من 6 ملايين شخص في إثيوبيا إلى مساعدات إنسانية عاجلة في الأسابيع المقبلة.

ومن جهة أخرىحذرت الأمم المتحدة من أن واحد من كل أربعة أشخاص معرض لخطر الجوع الشديد في الصومال حيث يجتاح البلاد ـ التي دمرتها عقود من الحرب ـ الجفاف بعد ثلاث مواسم من ضعف تساقط الأمطار وانخفاض مستوى هطولها على التوالي لأكثر من 30 عامًا

بل إن الأمم المتحدة تتوقع أن تزداد الأزمة سوءا وسيحتاج 4.6 مليون شخص إلى مساعدات غذائية بحلول مايو 2022 

حيث جاء في بيان أصدرته إن نقص الغذاء والمياه والمراعي أجبر بالفعل 169 ألف شخص على ترك منازلهم ، وهو رقم قد يصل إلى 1.4 مليون في غضون ستة أشهر.

و هذا يؤكد  على أنه في السنوات الأخيرة تعتبر الكوارث الطبيعية - وليس النزاعات - السبب الرئيسي للنزوح في الصومال ، خصوصا و أنها دولة صُنفت من بين أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ.

قال آدم عبد المولى نائب الممثل الخاص للأمين العام للأمم المتحدة ومنسق الشؤون الإنسانية ببعثة الأمم المتحدة في الصومال: "هناك كارثة لا تصدق على وشك الحدوث"  مقدراً أن 300 ألف طفل دون سن الخامسة معرضون لخطر سوء التغذية الحاد في الأشهر المقبلة.

وأضاف: "سيموتون إذا لم نساعدهم بسرعة"  فيما ناشدت الأمم المتحدة بتوفير 1.5 مليار دولار  و الاستجابة لتمويل مشروع  حل  الأزمة.

سيحتاج حوالي 7.7 مليون شخص، أي ما يقرب من نصف سكان الصومال (15.9 مليون) إلى المساعدة الإنسانية والحماية في عام 2022 ، بزيادة قدرها 30٪ في عام واحد ، وفقًا للأمم المتحدة.

يعيش ما لا يقل عن سبعة من كل عشرة صوماليين تحت خط الفقر، وقد دمر الجفاف بالفعل مصادر الدخل المحفوفة بالمخاطر - فقدان الماشية، وتراجع المحاصيل - كلها مصحوبة بتضخم مرتفع.

وقالت وزيرة الشؤون الإنسانية وإدارة الأزمات الصومالية خديجة ديري: "الخطر كبير لدرجة أنه بدون مساعدة إنسانية فورية، سيعاني الأطفال والنساء والرجال من المجاعة في الصومال".كما أعلنت الحكومة الصومالية الجفاف حالة طوارئ إنسانية في  نهاية سنة 2021

والمؤسف أن الجفاف والفيضانات قد ضربا مؤخرًا كينيا وجنوب السودان، مما أدى إلى نفوق الماشية وتدمير المراعي و المحاصيل.

وبالتالي فإن المشاكل والكوارث الطبيعية كندرة المياه والغذاء هي مخاوف قد تساهم في خطر نشوب صراع على الموارد بين المجتمعات المحلية.

كما يقدر الخبراء أن تواتر وحدة الظواهر المناخية الآخذة في الارتفاع   ينسب إلى التغيرات المناخية.

اترك تعليقاً