البروتينات: ضرورة الانتباه لكمية الاستهلاك
من المعروف أن البروتينات أساسية للجسم ، وخصوصا للعضلات و لكن ما المقدار الذي يجب أن نستهلكه و بأي شكل من الأشكال لتجنب إساءة استخدامها؟
يقال إن البروتينات هي "لبنات" جسم الإنسان: فهي تلعب دورا كبيرا في تكوين العضلات والعظام والجلد وكذلك الشعر والأظافروالعديد من الإنزيمات والهرمونات والأجسام المضادة والناقلات العصبية الدماغية.
هذه المغذيات هي جزيئات كبيرة عبارة عن سلاسل تتكون حلقاتها المرتبة بشكل دقيق من أحماض أمينية لإعطاء كل بروتين خصوصيته.
يوجد 22 نوعًا من الأحماض الأمينية المختلفة ، وإذا كان بإمكان الجسم تصنيع بعضها ، 9 منها تسمى أساسية ، يجب توفيرها عن طريق الطعام.
عندما نستهلك غذاء بروتيني ، يتحلل أثناء الهضم ،والجسم "يحيك" البروتينات التي يحتاجها.
التقليل من البروتين بالنسبة للأطفال
طالما أن الطفل يرضع من الثدي أو يرضع حليب النمو فيجب ترتيب وقت الرضاعة و الكمية المناسبة
و في حالة تنويع الطعام للطفل فيجب الاحتياط من نوع التغذية فغالبا ما يستهلك الأطفال من 5-6 أشهر الكثير من البروتين الحيواني ، وهذا يثقل كاهل الكلى (غير الناضجين حتى سن 3 سنوات) ، ويزيد من خطر الإصابة بالسمنة.
لا يجب أن تتجاوز الكمية من 6 إلى 8 أشهر ، 10 جرام في اليوم من اللحوم أو الأسماك ، أي ما يعادل ملعقتين صغيرتين. تزداد مع مرور الوقت لتصل عند 5 سنوات إلى 50 جرامًا في اليوم أو بيضة واحدة. لذلك يجب ألا يأكل الطفل في هذا العمر شريحة لحم كاملة ، بل يكتفي بالنصف فقط . و لا ينبغي تقديم اللحوم مرة أخرى في المساء إذا كان قد تناولها على الغداء
و عموما ينصح أطباء الأطفال إلى غاية 3 سنوات بالحفاظ على حليب النمو ، فهو أقل غنى بالبروتين من حليب الأبقار .
البالغون: كمية معتدلة من البروتينات
جرعة البروتين التي يوصي بها المتخصصون في التغذية هي 0.83 جرام يوميًا لكل كيلو جرام من وزن الجسم لشخص بالغ أقل من 60 عامًا يتمتع بصحة جيدة (50 جرامًا للمرأة التي يبلغ وزنها 60 كجم ، و 70 جرامًا للرجل الذي يبلغ وزنه 85 كجم. ).
غير أن أغلب الأشخاص يتجاوزون هذه الحصة ويسيؤون استهلاك البروتينات مما يتسبب في وجود فائض الذي يعيق عمل الكلي و ويزيد من نسبة الحموضة مما يعزز التصفية وآلام المفاصل.
ومع ذلك، يسمح ليعض الفئات من تناول البروتينات بشكل طفيف ككبار السن والنساء الحوامل والمرضعات، على الأقل 70 جرام في اليوم أو(1.2 جرام لكل كيلوجرام من وزن الجسم).
عند كبار السن ، يكون الأمر صعبًا في بعض الأحيان (مع تقدم العمر ينخفض الاستهلاك ، خاصة بين النساء اللائي تقل شهيتهن للبروتينات الحيوانية غالبًا بعد انقطاع الطمث) ، ولكنه أمر ضروري للحد من الهزال الطبيعي للعضلات المرتبط بتغير في التمثل الغذائي للبروتين (الجسم يصنع ويخزن بروتينًا أقل في العضلات)
مخاطر "كوكتيل البروتين:
بعض الرياضيين وعشاق اللياقة البدنية يسيئون استخدام البروتين بشدة ويستهلكون بعض المواد مع خلطها بالبيض «لبناء العضلات".
ويرى المختصون بأنها ليست فكرة جيدة لأن الجرعات العالية جدًا من البروتين الحيواني تتعب الكلى (مما يزيد من خطر الإصابة بأمراض الكلى) وتؤدي إلى زيادة كمية النفايات النيتروجينية مثل اليوريا والأمونيا وحمض البوليك و هذا يمكن أن يسبب التهاب الأوتار وآلام المفاصل وإجهادها ، ولكن أيضًا نوبات النقرس وحصى الكلى ، خاصة في حالة عدم شرب الماء بكمية كافية.
البروتينات الحيوانية أم النباتية؟
غالبا ما يتم تناول البروتينات عن طريق المنتجات الحيوانية وبالتالي يوصي خبراء التغذية بعدم إهمال البروتينات من أصل نباتي. بالرغم من إشاعة عدم جودتها المرتبط باحتوائها على بعض الأحماض الأمينية الأساسية. لكن هل هناك تأثير في حالة عدم تناول اللحوم
الإجابة حسب الدراسات هي لا لأن في هذه الحالة يمكن تعويضها بالبيض و مشتقات الحليب و الأسماك
أما بخصوص الجودة "المنخفضة" للبروتينات النباتية ، فلا ينبغي أن تكون مدعاة للقلق فالنباتات الغنية بالبروتينات (القطاني و والمكسرات والحبوب) كافية لتزويد الجسم بالبروتينات حتى بين النباتيين ، وأن تنوع مصادر البروتين يوفر كمية كافية من الأحماض الأمينية.
و أخيرا يجب الانتباه إلى أن كمية البروتين الموصى بها لا تساوي وزن الطعام المحتوي على البروتين فمثلا 70 غرام من صدور الدجاج أو السلمون أو العدس لا تساوي 70 جم من البروتين كل هذا يتوقف على نسبة البروتين ، والتي تختلف حسب نوع الغذاء.