والي بنك المغرب يثير جدلا واسعا بدعوته لسحب الدعم المباشر وإعلامي مغربي يهاجمه
أثار عبد اللطيف الجواهري، والي بنك المغرب، جدلا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، بعد إعرابه عن تحفظه على استدامة الدعم المباشر.
وكان الجواهري قد دعا إلى عدم جعل الدعم الاجتماعي المباشر لفائدة الأسر المعوزة دائما، مشددا على ضرورة تحديد ظرفية زمنية مؤقتة لصرفه.
ودعا الجواهري، في إطار تعليقه على توصيات التقرير السنوي للمجلس الأعلى للحسابات، إلى ضرورة البحث عن حلول بديلة لمواجهة تحدي البطالة المرتفع.
وأضاف موضحا: "الدعم الاجتماعي المباشر ما خصوش يكون دائمًا… إذا كانت الدوامة، الناس يبدأوا يتقيدوا وما غاديش يمشيو يشتاغلوا، رغم وجود فرص التشغيل”.
وتباينت ردود الأفعال إزاء تصريحات والي بنك المغرب، حيث رأت فئة أنه على حق وأن الدعم لا يجب أن يبقى، دائما، على اعتبار أنه ليس حلا، وكذا المغرب يبقى مجرد بلد نام، في حين عارضت فئة ثانية الجواهري، مستغربة أن يطالب بحرمان الفئات الهشة من الدعم، وهو عبارة عن مبالغ زهيدة، في وقت يغض الطرف عن رجال الأعمال والشركات الكبرى، ولصوص المال العام الذين يستنزفون الملايير من ميزانية الدولة.
وفي هذا السياق، هاجم الإعلامي المغربي، محمد واموسي، والي بنك المغرب، منتقدا بشدة تصريحاته التي اعتبر، خلالها، أن ارتفاع البطالة في المغرب سببها الدعم الهزيل الذي تقدمه الحكومة للفئات الفقيرة.
وقال واموسي، في تدوينة على صفحته الفايسبوكية، إن المشكلة في السياسات العقيمة والفساد وفي غياب الفرص، وليس تلك الدريهمات التي بالكاد تُبقي البعض على قيد الحياة.
وأضاف واموسي أن المثير للسخرية أن راتب الجواهري الذي يصل إلى 250,000 درهم شهرياً (دون الامتيازات) لا يبدو أنه يؤثر على الاقتصاد، لكنه على الأرجح لا يكفي لشراء جرعة من “الواقع”!
واستغرب واموسي كيف للجواهري، الذي تجاوز عمره حدود التقاعد وما زال قابضا على كرسي والي بنك المغرب بأسنانه كأنه إرث شخصي، أن يرى أن فتات الفقراء هو ما يخنق الاقتصاد، وليس رواتب وامتيازات “الحيتان” المتشبثة بالكراسي.
وتابع متهكما: "ربما الحل في نظر الجواهري هو أن تُصادر الحكومة “الفتات” من الفقراء لتغطية عجزهم عن خلق وظائف لأنفسهم، بينما تُضاعف رواتب وامتيازات المسؤولين تقديرًا ل” جهودهم الجبارة”.