الهجرة الناجمة عن التغيرات المناخية قنبلة موقوتة في إفريقيا
أكدت مديرة المرصد الإفريقي للهجرة ، نميرة نجم ، أن موجات الهجرة والنزوح المتوقعة في إفريقيا نتيجة التغير المناخي تشكل قنبلة موقوتة تهدد القارة إذا لم يتم وضع استراتيجيات محددة لمواجهتها .
و قالت السيدة نجم خلال لقاء نظمته المنظمة الدولية للهجرة بكيب تاون (1467
كيلومتر من بريتوريا ) حول موضوع " التغير المناخي والتنقل البشري " ،
إنه " يتعين إيلاء اهتمام خاص لهذه الظاهرة بتأمين التمويل اللازم لمنع تفاقم
الأزمة القادمة ، والحد من آثارها المدمرة على الانسان والطبيعية والحياة
والاقتصادات " .
وحذرت من أن التغير المناخي يعد أحد المحركات الرئيسية للهجرة في القارة الإفريقية
إلى جانب الصراعات ولاسيما في شرق إفريقيا والقرن الإفريقي والجنوب الإفريقي .
وشددت على ضرورة وضع خطط وسياسات ملائمة من أجل تدبير ناجع لهذه الظاهرة ، كما دقت
ناقوس الخطر من تبعات نزوح مالا يقل عن أكثر من مائة مليون إفريقي خلال السنوات
المقبلة داخل بلدانهم أو إلى البلدان المجاورة ، بحسب إحصائيات البنك الدولي .
ولكنها أضافت أن " هناك واحد من كل ثمانية أشخاص على مستوى العالم إما مهاجر
أو تم تهجيره قسرا بسبب عوامل تشمل الصراع والاضطهاد والتدهور البيئي أو الافتقار
إلى الأمن البشري والفرص " .
وذكرت باعتماد إعلان الرباط خلال جلسة رفيعة المستوى حول صحة
اللاجئين والمهاجرين ، نظمتها منظمة الصحة العالمية ، والمنظمة الدولية للهجرة ومفوضية
الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين ، بمشاركة ممثلي 50 دولة عضو في الأمم المتحدة
ومراقبين وممثلي منظمات إنسانية والمجتمع المدني .
ثم سجلت أن جهودا دولية وإقليمية كبيرة بذلت لحماية المهاجرين واللاجئين ، مشيرة
إلى أن الاعتماد فقط على المقاربة الأمنية لمواجهة الهجرة الغير نظامية ، سيؤدي في
النهاية إلى مزيد من انتهاكات حقوق هذه الفئة الهشة التي تعاني أصلا من انتهاكات
عصابات التهريب والاتجار في البشر .
وقالت إنه " أصبحت هناك حاجة ملحة لإعادة النظر في آليات الحماية المزدوجة
للمهاجرين الغير النظاميبن من ناحية ، وحق الدول في السيطرة على حدودها من
الوافدين إليها بطرق غير نظامية من ناحية أخرى ، لكي تواكب هذه الآليات التغييرات
على أرض الواقع والتي تساهم في الزيادة المضطردة للهجرة الغير نظامية ".
كما سلطت من جهة أخرى ، الضوء على جهود المرصد في مجال تعزيز إصدار البيانات ذات
الصلة بكافة أنواع الهجرة بالقارة لدعم صناع القرار الأفارقة .
وعادت لتبرز أن المرصد يعكف حاليا على اطلاق مشروعين جديدين في مجالي الصحة
والزراعة بالتعاون مع منظمات حكومية وهيئات أممية متخصصة كمنظمة الأمم المتحدة للزراعة
(الفاو ) والمفوضية السامية لحقوق اللاجئين ، من أجل اقتراح حلول عملية للحد من
الهجرة القروية نحو المدن.
ونظم هذا اللقاء في إطار سلسلة من الموائد المستديرة عقدت يومي 30 يونيو وفاتح
يوليوز بمشاركة مديرة المنظمة الدولية للهجرة ، أمي بوب ، إلى جانب ثلة من الخبراء
والباحثين في قضايا الهجرة الإفريقية.
وتناولت الموائد المستديرة ، أيضا ، قضايا مرتبطة بالتكامل الإقليمي ، ومنطقة
التجارة الحرة القارية الإفريقية ، وتنقل اليد العمالة ، والحماية الاجتماعية ،
وكذا مساهمة الشباب في إعداد سياسات الهجرة ، والعودة وإعادة الإدماج المستدام.