احتواء حرائق الغابات في البرتغال ، يقترب
أفادت مصالح الحماية
المدنية البرتغالية، اليوم الخميس، أن البرتغال ستتمكن، مع تحسن الطقس، من احتواء
حرائق الغابات التي اندلعت في الأيام الأخيرة في شمال البلاد ووسطها وأسفرت عن
مقتل خمسة أشخاص وإتلاف آلاف الهكتارات من المساحات الخضراء. فقد قال القائد
الوطني للحماية المدنية "نقوم بكل ما هو ضروري وممكن لاحتواء الحرائق اليوم
أو حتى صباح الغد".
وبعد ظهر الخميس، ذكرت خدمات الطوارئ أن أربعة حرائق فقط "نشطة إلى حد ما" في شمال البلاد.
لكن ووفقا لبيانات النظام الأوروبي لمعلومات حرائق الغابات، فإن إجمالي المساحة المتضررة من الحرائق في الأيام الأخيرة قد يتجاوز 100 ألف هكتار، أي أكثر بعشر مرات من المساحة المحترقة منذ بداية الصيف.
وأعلن مرصد كوبرنيكوس الأوروبي الخميس أن هذه الحرائق حطمت "بفارق كبير" المستوى القياسي لانبعاثات الكربون لشهر شتنبر في البرتغال، متوقعا أن تصل أعمدة الدخان إلى إسبانيا وفرنسا يومي السبت والأحد.
وارتفعت حصيلة الضحايا في الأيام الأخيرة إلى خمسة قتلى بينهم أربعة من عناصر الإطفاء و90 جريحا بينهم 12 في حال الخطر، كما دمرت وتضررت عشرات المنازل، ما دفع الحكومة إلى إعلان يوم حداد وطني الجمعة.
وأعادت مآسي الأيام الأخيرة في البرتغال الى الذاكرة الحرائق التي اندلعت عام 2017 وخلفت 119 قتيلا.
لكن فيما يتعلق بتنظيم الغابات لا سيما المساحات الواسعة من الأراضي المهجورة والمغطاة بأشجار الكينا وهو نوع يساعد على انتشار الحرائق، فإن الوضع اليوم "أسوأ مما كان عليه عام 2017" حسبما أكد مهندس الغابات باولو بيمنتا دي كاسترو في تصريح للصحافة.
وفي تقريرها السنوي الأخير، حذرت الهيئة الحكومية المكلفة بعد عام 2017 تنسيق الجهود لمنع اندلاع الحرائق ومكافحتها، من تراجع "التصميم السياسي" لصالح القيام بالإصلاحات الضرورية.
وحذرت الوكالة المكلفة إدارة حرائق الغابات "لا نستطيع أن نقول بعد أن البلاد في مأمن من نشوب حرائق كبيرة في الأرياف".
وندد بعض رؤساء بلديات المناطق الأكثر تضررا بنقص الموارد اللازمة لمواجهة حجم الحرائق، في حين حمل رئيس رابطة فرق الإطفاء أنطونيو نونيس قيادة الحماية المدنية المسؤولية.
ويرى العلماء أن موجات الحر والجفاف الشديدة تساعد على اندلاع حرائق الغابات وهي نتيجة لتغير المناخ الذي يؤثر بشكل خاص على شبه الجزيرة الايبيرية.
وقال الأمين العام للأمم المتحدة البرتغالي أنطونيو غوتيريش إن "أزمة المناخ عامل يضاعف المآسي التي نشهدها" في إشارة إلى الحرائق في بلاده وأيضا الفيضانات التي ضربت وسط وشرق أوروبا مؤخرا.