يوميات المونديال: اليوم الثاني للجولة الثانية من دور المجموعات


يوميات المونديال: اليوم الثاني للجولة الثانية من دور المجموعات
أفريكا 4 بريس/ محمد نجيب السجاع

       لقد كانت المجموعة الثالثة والرابعة على موعد مع إجراء المباريات الجولة الثانية من دور المجموعات وذلك طيلة يوم السبت 26/11/2022. جمعت المباراة الأولى بين المنتخب العربي التونسي ونظيره الأسترالي، أمام جماهير تونسية وعربية غفيرة ملأت جنبات الملعب. أظهر المنتخب التونسي خلال شوطها الأول شرودا ذهنيا وعشوائية في اللعب، مع الإكثار من الكرات العالية التي كانت في غالب الأحيان من نصيب اللاعبين الأستراليين ذوو القامات الطيلة. وفي ظل هذا البطء والمستوى الضعيف وغير المتوقع من الجانب التونسي، استغل مهاجمو المنتخب الأسترالي إحدى هجماته وسجلوا الهدف الأول بضربة رأسية جميلة من قبل المهاجم الأوسط بعد تمريرة جانبية مركزة. الأمر الذي زاد من محنة التونسيين الذين لم يجدوا حلا لعقدتهم لينتهي الشوط الأول بتقدم الأستراليين بهدف نظيف. ومع انطلاقة الشوط الثاني، قام المدرب التونسي ببعض التغييرات بغية إيجاد حلول لفك عقدة الدفاع الأسترالي وذلك بإدخاله لكل من *فرجاني ساسي*في البداية، ثم *وهبي الخزري*. هذه التغييرات أنعشت بعض الشيء الهجوم التونسي فأصبح أكثر سيطرة على مجريات اللقاء وكثف من هجوماته بحثا عن هدف التعادل وخاصة من الجهة اليسرى للملعب التي كانت أكثر نشاطا بقيادة القائد *المساكني*. إلا أنها كانت تصطدم بفريق أسترالي مستميت دفاعيا وخطير هجوميا، حيث كاد أن يضيف الهدف الثاني من خلال بعض هجوماته المضادة. واستمر اللقاء على هذه الحال وعلى أعصاب الجماهير التونسية حتى النهاية بانتصار المنتخب الأسترالي بهدف لصفر محققا ثلاث نقط ومعقدا وضعية التونسيين في التأهل إلى الدور الثاني حيث لا يتوفرون الآن إلا على نقطة واحدة وسيواجهون خلال المباراة الأخيرة منتخب فرنسا.

أما المباراة الثانية فكانت بين المنتخب العربي السعودي ونظيره البولندي. تميزت بسيطرة ميدانية للاعبين السعوديين قاربت 64في المئة خلال الشوط الأول و52 في المئة خلال الشوط الثاني. كما أكدت الإحصائيات هذه السيطرة من الناحية الفنية ب 16 محاولة هجومية للمنتخب السعودي مقابل 6 محاولات فقط للمنتخب البولندي. إلا أن النجاعة والفعالية الهجومية كانت حاضرة لدى اللاعبين البولنديين وغائبة لدى السعوديين. حيث استطاع مهاجم برشلونة البولندي " ليفندوفسكي" تقديم أسيست لرقم 20 ليسكن الكرة في الشباك السعودية بكل هدوء معلنا عن الهدف الأول لفائدة بولندا. وقبل نهاية الشوط الأول ببضع دقائق حصل المنتخب السعودي على ركلة جزاء وفرصة لتحقيق التعادل قبل الاستراحة إلا أن اللاعب " سالم الدوسري " ضيعها أمام تألق الحرس البولندي العملاق "سيزيسني" حارس يوفنتوس. ليخرج لاعبو السعودية تحت وابل من التصفيقات ل 44 ألف متفرج التي تابعت اللقاء في الملعب عرفانا بما قدموه من أداء ممتع رغم الهزيمة ب 1-0.

سار الشوط الثاني على نفس نسق الشوط الأول ببحث مستمر للسعوديين عن هدف التعادل بتكثيف المحاولات، أمام تكتل اللاعبين البولنديين في الدفاع والاعتماد على الكرات المرتدة والكرات الطويلة التي يحسنون اللعب بواسطتها. وفي الوقت الذي كان الجمهور السعودي يصرخ ويشجع ليدفع لاعبيه لإحراز التعادل، ارتكب اللاعب *المالكي* خطأ فادحا عن سوء تركيز على مشارف مربع العمليات حيث اختطف منه اللاعب الظاهرة "ليفندوفسكي" الكرة لينفرد بالحارس ويودعها بكل ثقة في الشباك، مسجلا الهدف الثاني لبولندا ليقضي بذلك على آمال السعوديين في الرجوع في النتيجة ويكون رجل المقابلة بامتياز. فرغم هذه الهزيمة الغير منتظرة يبقى المنتخب السعودي قد قدم أجمل مبارياته على الإطلاق في منافسات كأس العالم، أحسن حتى من تلك التي فاز فيها، إلا أن الحظ لم يسعفه فقط. ومازالت حظوظه قائمة إذا ما استطاع الفوز في المباراة الختامية لمنافسة المجموعات أمام المكسيك وما ذلك عليه بعزيز.

وبعدها تواجه منتخبا فرنسا والدانمارك في المباراة الثالثة خلال هذا اليوم. في مباراة القمة للمجموعة الرابعة. اتسمت بالندية والتكافؤ، حتى استطاع منتخب الديكة التسجيل عبر مهاجمه الظاهرة "مبابي" الهدف الأول في الدقيقة 61 بعد تلقيه تمريرة مركزة من زميله *أنطوان كريزمان*. إلا أن فرحة الفرنسيين لم تدم طويلا حيث استطاع مدافع الدانمارك وبرشلونة "كريست نسين" توقيع التعادل في الدقيقة 68 بضربة رأسية. وبقيت المباراة بين أخذ ورد بين المنتخبين حتى الدقيقة 86 حيث حسم "كليان مبابي"الأمور بتسجيله للهدف الثاني له بعد عملية جميلة ل: (واحد- إثنين) مع الظهير الفرنسي الأيسر "هيرننديز" وهو هدف الانتصار لفرنسا على الدانمارك بحصة 2-1.ليكون منتخب الديكة أول المتأهلين إلى الدور الثاني عقب انتصارين متتاليين. وبالتالي انتعشت حظوظ المنتخب التونسي بعض الشيء، حيث يفرض عليه الانتصار في مباراته الأخيرة ضد فرنسا ثم انتظار نتيجة مباراة، الدانمارك ضد أستراليا.

بينما جمعت المباراة الأخيرة، بين منتخبي الأرجنتين والمكسيك. وانطلقت بالحيطة والحذر من الجانبين مع صراع قوي حول اكتساب وسط الميدان مما أدى إلى ارتكاب العديد من الأخطاء. واستمر اللقاء على هذا النحو مع بعض المحاولات لأصدقاء ميسي بدون فعالية. حتى الربع ساعة الأخير من اللقاء حين استلم ميسي تمريرة جميلة من الجهة اليسرى روضها ثم سددها بيسراه من خارج منطقة العمليات مسجلا الهدف الأول لفريقه على يسار الحارس " أوشوا". بعدها تحسن أداء المنتخب الأرجنتيني هجوميا وخاصة بعد التغييرات التي أجراها المدرب " سكالوني" حيث أعطت أكلها في الدقائق الأخيرة من اللقاء، حيث بعد تمريرة من القائد المنقذ ميسي، استطاع اللاعب الشاب " فيرنانديز" بعد حركة تقنية سريعة سدد بكل تركيز وجمالية على يسار الحارس المكسيكي معلنا عن الهدف الثاني للأرجنتين. لتنتعش آمال رفاق ميسي للتأهل إلى الدور الثاني. 

اترك تعليقاً