ورشة عمل دولية بالرباط حول الذكاء الاصطناعي والمواد المتقدمة خدمة للبيئة والطاقة الخضراء
بمبادرة من كلية الفيزياء والكيمياء بأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتكنولوجيا، افتتحت اليوم الثلاثاء بالرباط، ورشة عمل دولية تحت عنوان "الذكاء الاصطناعي والمواد المتقدمة من أجل طاقة خضراء وبيئة مستدامة".
واللقاء، الذي يستمر يومين، يجمع خبراء دوليين وباحثين مغاربة لاستكشاف أحدث التطورات التكنولوجية وتطبيقاتها في مجالات الطاقة الخضراء والبيئة.
وأوضح المنظمون، أن هذا اللقاء يروم استكشاف الابتكارات في مجال المواد، المفضلة لاستخدام الذكاء الاصطناعي، من أجل الاستجابة للتحديات البيئية والطاقية المطروحة، حيث "يبرز الذكاء الاصطناعي والمواد المتقدمة كأدوات أساسية، في سياق عالمي يتنامى فيه الوعي بالرهانات البيئية وبالحاجة إلى حلول طاقية مستدامة".
وتتمثل الأهداف الرئيسية لهذه التظاهرة العلمية، على الخصوص، في "خلق تنسيق وتعاون بين الباحثين المغاربة والأجانب"، وتسهيل تطوير المشاريع التعاونية، من خلال توفير منصة لتبادل نتائج البحوث والتجارب الحديثة عبر عروض وجلسات حوارية.
وفي كلمة بالمناسبة، أشار أمين السر الدائم لأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتكنولوجيا، عمر الفاسي الفهري، إلى أن الذكاء الاصطناعي بإمكانه أن يضطلع بدور حاسم في نمذجة المواد المتقدمة، ومن تمة تعزيز القدرات الصناعية ومستقبل الطاقة الخضراء، لافتا إلى أن البحث والتعليم لا ينفصلان عن بعضهما البعض، وينبغي أن يغذي كل منهما الآخر ليظلا متكاملين ومثمرين.
كما شدد السيد الفاسي الفهري على المهام الأساسية للمعلم-الباحث، والمتمثلة في نقل المعارف واستكشافها من خلال أعمال بحثية وتقييم الطلبة، مسجلا أن هذه المسؤوليات ضرورية لتكوين الأطر بالبلاد وضمان تنمية مستدامة.
أما عميد كلية العلوم بالرباط محمد الركراكي، فأبرز أهمية الموضوع الذي تم اختياره لهذا اللقاء، مسجلا أن هذه الورشة تتيح للطلبة وطلبة الدكتوراه التعرف على الأبحاث العلمية الدولية، وإرساء تعاون دولي في المجال.
ولفت السيد الركراكي إلى أهمية التعاون الدولي في إدماج آخر المستجدات التكنولوجية والعلمية في برامج البحث والتكوين، مما سيوفر فرصا جديدة للباحثين الشباب وطلبة سلك الدكتوراه.
وسلط ممثل المركز الوطني للبحث العلمي والتقني، رضوان عصاد، الضوء على برنامج "الخوارزمي"، الذي تم إطلاقه سنة 2019 للنهوض بالبحث المعمق في الذكاء الاصطناعي، مبرزا أن هذه المبادرة تدعم المشاريع المبتكرة في عدة مجالات، لاسيما الصحة والفلاحة والصناعة والتربية.
وأضاف أن المركز الوطني للبحث العلمي والتقني يشارك، أيضا، في برامج تعاون دولي، على غرار التعاون مع صناديق البحث بكيبيك، التي تمول المشاريع الدامجة لتكنولوجيات الذكاء الاصطناعي لمقاربة التحديات المجتمعية الرئيسية.
من جهتها، أكدت الأستاذة بكلية العلوم بالرباط، والعضو المقيم بأكاديمية الحسن الثاني للعلوم والتقنيات، لالة ابتسام الإدريسي، الطابع الراهن للتيمات التي تتناولها الورشة، والتي تزاوج بين الذكاء الاصطناعي والمواد المتقدمة الأساسية والضرورية للطاقة الخضراء والبيئة المستدامة بالمغرب.
ونوهت، في، هذا الصدد، بتقاسم خبراء دوليين آخر ابتكاراتهم، مما يسمح للمغرب بالانخراط بشكل أكبر في هذه المجالات المتطورة، موضحة أن هذه الورشة تعتبر سابقة بالمغرب، وتجمع الذكاء الاصطناعي والمواد المتقدمة، مما يعكس التزام المملكة بالتموقع في طليعة هذه التكنولوجيات الدقيقة.
وتجمع الورشة خبراء من عشرات البلدان، من قبيل الولايات المتحدة وكندا وبولندا واليونان وإيطاليا وفرنسا والإمارات العربية المتحدة والسويد، إضافة إلى باحثين من جامعات مغربية، مما يجعل هذا الحدث منصة للتبادل والنقاش بشأن الممارسات العملية للذكاء الاصطناعي والمواد المتقدمة.