ميناء المهدية وآفاقه المستقبلية

     في قالب بطاقة تعريف تم تقديم ميناء المهدية، الذي يقع على الضفة الجنوبية لمصب نهر سبو، ويعتبر المركز الحيوي لقطاع الصيد البحري في جهة الرباط- سلا- القنيطرة، بفضل قدرته الكبيرة على تزويد الأسواق. وقد أصبح هذا الميناء النهري الفريد في المملكة، نقطة ربط حيوية بالنسبة للصيادين والتجار، بفضل قدراته اللوجستية المتقدمة التي تعزز الولوج السلس إلى الأسواق المحلية، وكذا إلى مراكز التوزيع على الصعيد الوطني. وفق الحسن بنيحيى.
أما المدير الجهوي  للمكتب الوطني للصيد لمنطقة الدار البيضاء- القنيطرة، فاعتبر أن ميناء المهدية تميز على مر السنين بالنمو المتواصل لنشاطه مع تسجيل زيادة سنوية متوسطة بنسبة 15 في المائة في حجم الكميات المسوقة، الذي انتقل من 6943 طنا سنة 2013 إلى 17 ألف و 178 طنا سنة 2023. وزاد موضحا أن متوسط القيمة الناتجة عن تسويق منتجات الصيد ارتفع بنسبة 9 في المائة سنويا ليبلغ 99,3 مليون درهم سنة 2023، مقابل 62,4 مليون درهم سنة 2013. ويعزى هذا التحسن بشكل أساسي، إلى زيادة سنوية بنسبة 18 بالمائة في الحجم و17 بالمائة في القيمة بالنسبة للأسماك السطحية، ولا سيما السردين الذي انتقل في ظرف 10 سنوات من 1321 طنا إلى 7920 طنا، وكذلك الأنشوبة التي سجلت متوسط نمو سنوي بنسبة 24 في المائة من حيث الحجم و27 في المائة من حيث القيمة.
وهذا ما جعل هذا الميناء يعتبر واحدا من أكثر موانئ الصيد نشاطا في المملكة، يتوفر على أسطول نشط يضم 74 في المائة من قوارب الصيد التقليدي وحوالي 23 في المائة من سفن الصيد بواسطة الشباك. ويعرف دينامية تزويد السوق الجهوية والوطنية بمنتجات الصيد البحري، وأن المنتجات المسوقة تمثل 10 في المائة من الحجم الإجمالي على صعيد منطقة شمال الأطلسي و1 في المائة على الصعيد الوطني. وهي منتجات موجهة أساسا للاستهلاك المحلي، وبعض أنواع الأسماك السطحية توجه إلى مصانع التعليب.
وفي تقرير سنوي حول إحصائيات الصيد الساحلي والتقليدي بالمغرب برسم سنة 2023، أوضح المكتب أن القيمة السوقية لهذه المنتجات سجلت أيضا ارتفاعا بنسبة 17 في المائة لتبلغ ما يفوق 99,34 مليون درهم، مقابل أزيد من 84,56 مليون درهم على أساس سنوي. ورغم أن أداء ميناء المهدية يبقى رهينا بشكل أساسي بالظروف المناخية، إلا أن موقعه الجغرافي يؤهله لتعزيز مساهمته في التنمية الاقتصادية والاجتماعية والجهوية، فضلا عن زيادة حصته في إنتاج الصيد البحري الوطني. وفي هذا الصدد، يندرج مشروع بناء سوق السمك من الجيل الجديد بالمهدية، والذي من شأنه المساهمة في تحسين أداء نشاط الصيد البحري من خلال زيادة الطاقة الاستيعابية لهذه السوق، وخلق الظروف الملائمة لتحسين الاستفادة من تثمين المنتجات. وهي أهمية يكفي القول فيها، أن ميناء الصيد البحري بالمهدية يستفيد بشكل كبير من الاستثمارات المتزايدة في البنيات التحتية ومن الالتزام بتحقيق الاستدامة، مما يمهد الطريق أمام مستقبل واعد لصناعة الصيد البحري المغربية.