فاطمة جابري والعطاء لتمكين المرأة القروية بإقليم تازة

على مدى 18 عاما، واصلت الفاعلة الجمعوية فاطمة جابري جهودها لدعم ومواكبة النساء والفتيات في العالم القروي، ساعية إلى تمكينهن اقتصاديا واجتماعيا، حيث استطاعت أن تترك بصمة واضحة في النهوض بحقوق المرأة والأسرة بإقليم تازة، مراكمة وهي البالغة سن 53 عاما ، خبرة طويلة في العمل الجمعوي، انطلقت من جماعة مطماطة بإقليم تازة، حيث عايشت معاناة النساء الحوامل وصعوبة ولوجهن إلى الخدمات الصحية، و هذه التجربة ألهمتها إنشاء جمعية تعمل على تأطير النساء القرويات ومرافقتهن، خلال فترات الحمل، سواء من خلال التوعية أو تسهيل الولوج إلى الرعاية الصحية.
بعد نجاحها في تكوين شبكة من المتطوعات، بلغ عددهن 300 متطوعة موزعات على مختلف دوائر تاهلة والجماعات المجاورة، وسعت نطاق أنشطتها ليشمل دعم التمكين الاقتصادي للنساء والفتيات القرويات، بهدف إدماجهن اجتماعيا واقتصاديا، مع امتداد طموحاتها لتشمل الشباب القروي، أيضا.
أسست فاطمة جابري جمعية المبادرة الوطنية للتنمية والنهوض بالمرأة القروية، في 30 مارس 2007، حيث ركزت في بداياتها على نشر الوعي بين النساء القرويات حول الصحة الإنجابية وتنظيم الأسرة، مستفيدة من تكوينات تلقتها من مؤسسات وطنية ودولية، وبفضل جهودها، ساهمت الجمعية في إنجاز العديد من المشاريع والبرامج التنموية، خصوصا بدائرة تاهلة، والتي شملت مجالات تربوية واجتماعية وثقافية.
ونجحت في تأسيس شراكات مع المبادرة الوطنية ومؤسسات أخرى، مما ساعد في توسيع نطاق الجمعية، التي بلغ عدد منخرطيها 6000 شخص، فتوسعت إلى مجالات الدعم والتكوين المهني، حيث توفر فرصا للتدريب في الفندقة، والخياطة، والمعلوميات، والحلاقة، والطبخ، وصناعة الحلويات، إذ في عام 2023، وحده، تخرج 601 شخص من مختلف التخصصات، حاملين شهادات مهنية تؤهلهم للاندماج في سوق الشغل.
كما أبرمت الجمعية اتفاقية شراكة مع المديرية الإقليمية لوزارة التربية الوطنية لتنفيذ برنامج "الفرصة الثانية"، الذي يستفيد منه حوالي 100 تلميذ وتلميذة، من مستويات الثانية والثالثة إعدادي، بهدف إعادة إدماجهم في المسار التعليمي والمهني.
تستعد الجمعية لافتتاح مركز متعدد التكوينات بشراكة مع المبادرة، والتعاون الوطني، ومجلس جماعة تاهلة، والمديرية الجهوية للصناعة التقليدية، وسيكون أبرز برامجه محو الأمية المعلوماتية للنساء القرويات، من خلال تدريبهن على البرمجة، وإنشاء المواقع الإلكترونية، والتجارة الرقمية، إلى جانب تكوينات أخرى تساعدهن على دخول سوق الشغل.
تشكل هذه المشاريع والمبادرات رصيدا هاما لتمكين النساء في المنطقة، وتحقيق استقلاليتهن الاقتصادية والاجتماعية.
وبالنسبة لفاطمة جابري، فإن نجاح مسارها التطوعي هو مصدر فخر لها، وحافز لأبنائها الثلاثة وأحفادها الأربعة، لمواصلة العطاء في خدمة المجتمع.