خبراء في مجال الصحة يدعون إلى التصدي للتفاوتات في الولوج للرعاية الصحية
دعا خبراء في مجال الصحة، أمس الجمعة بطنجة، إلى تعزيز السيادة الصحية، لا سيما في أفريقيا، من أجل التصدي لمخاطر انتشار الأوبئة ومكافحة التفاوتات في الولوج للرعاية الصحية. مبرزين خلال جلسة في إطار الدورة السادسة عشر لمنتدى "ميدايز"، أن جائحة كوفيد-19 كشفت عن أوجه القصور في الأنظمة الصحية بالعديد من الدول، بما فيها المتقدمة، مذكرين بدور الدولة الاجتماعية في تعزيز النظام الصحي والحاجة إلى شراكة بين القطاعين العام والخاص لتوسيع عرض الرعاية الصحية وتعزيز البحث والتطوير في هذا المجال.
وأكد رئيس منظمة "أطباء العالم"، جون فرانسوا كورتي، أن الأوبئة التي
عانى منها العالم فاقمت التفاوتات والتباينات في مجال الرعاية الصحية ، معتبرا أن
وجود دولة اجتماعية قوية أمر ضروري لضمان السيادة الصحية ، مشددا على ضرورة بناء
أنظمة صحية قائمة على التضامن، خاصة وأن جائحة كوفيد-19 دفعت العديد من فئات
المجتمع نحو الهشاشة ، ما يبرز الحاجة إلى تغطية صحية شاملة وتحقيق استقلالية في
إنتاج الأدوية واللقاحات.
داعيا في هذا السياق ، إلى شراكة تكاملية بين القطاعين العام والخاص لتعزيز العرض
الصحي، وتحديث البنيات الصحية وتعزيز الابتكار في هذا المجال.
وعلى نفس المنوال ، أوضحت الخبيرة النيجيرية، جيني نووكوي، أن السلطات العمومية
تظل القوة المحركة للنظام الصحي، بفضل استثماراتها في البنية التحتية والتكوين،
مشيرة إلى أن القطاع الخاص يمكنه المساهمة أيضا في هذا الإطار من خلال الابتكار
وتعزيز العرض الصحي ، مشددة على أهمية التغطية الصحية لتمكين الفئات الأكثر هشاشة
من الحصول على الرعاية الصحية، لافتة إلى أن إفريقيا تشهد عدة مبادرات تقودها نساء
لمكافحة التباينات في هذا المجال، لا سيما في المناطق النائية.
أما رئيسة الجمعية المغربية لمكافحة سرطان الثدي، رجاء أغزادي، فسجلت أن قطاع
الصحة معقد وحيوي وأساسي لتنمية البلاد، مشيرة إلى أن المغرب يشهد ثورة في نظامه
الصحي بفضل رؤية صاحب الجلالة الملك محمد السادس، والتي مك نت من تعميم التغطية
الصحية وإجراء إصلاح حقيقي للمنظومة الصحية ، مبرزة ريادة المملكة في مجال التلقيح
بفضل صناعة دوائية مزدهرة تصدر نحو 17 بالمائة من إنتاجها إلى الخارج، مؤكدة أن
استدامة أي نظام صحي رهين بتكوين الموارد البشرية والوقاية وتعزيز البحث العلمي.