جهود المبادرة الوطنية لنهوض بتمدرس في العالم القروي


جهود المبادرة الوطنية لنهوض بتمدرس في العالم القروي
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      تدخلات المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ، آخذة في توسيع مجالات اهتماماتها . فها هي في أكلمام أزكزا (إقليم خنيفرة) تلتفت لتمدرس فتيات الوسط القروي وتجهل دار الطالبة (أسول)، الواقعة بالجماعة الجبلية أكلمام أزكرا، عنوانا لا محيد عنه لفتيات المنطقة اللائي يتطلعن إلى مواصلة دراستهن في شروط ملائمة تغيب فيها الهواجس المتصلة بتكاليف الدراسة وصعوبة التنقل والإيواء. فجاءت كبنية مبتكرة تنجز في إطار المرحلة الثالثة من المبادرة الوطنية للتنمية البشرية، لتشكل هدفا أساسيا من أجل ضمان تمدرس الفتيات من خلال التصدي لظاهرة الهدر المدرسي، و ذلك من خلال العمل على توحيد كافة جهود المتدخلين في هذا المجال. ودار الطالبة هذه أحدثت السنة الماضية بغلاف مالي يناهز 2.5 مليون درهم، لتسهم في التكفل بما مجموعه 48 تلميذة تنحدرن من المنطقة، وذلك عن طريق تمكينهن من الاستفادة من خدمات الإيواء والإطعام وخدمات أخرى محفزة على النجاح والتميز الدراسي.

وهذا الفضاء الاجتماعي، أقيم على مساحة إجمالية تقدر ب 200 متر مربع، تضم قاعة للمطالعة وأخرى مجهزة بحواسيب، بهدف تمكين الفتيات المستفيدات من متابعة حصصهن الدراسية في ظروف جيدة والتغلب على عائق بعد المسافة عن المؤسسات التعليمية، والذي يعد أحد العوامل التي تؤدي إلى تفاقم ظاهرة الهدر المدرسي. والمؤسسة تتكون تتكون من طابقين وأنجزت بشراكة بين المبادرة الوطنية للتنمية البشرية ووزارة التربية الوطنية والتعليم الأولي والرياضة، وأوكل بالإشراف عليها لجمعية محلية تستفيد من دعم سنوي من المبادرة.

إنه إنجاز يشكل محطة مهمة ضمن الجهود التي تبذلها المبادرة على مستوى المناطق الجبلية، كما يعد دفعة جديدة في مسار تحقيق التنمية القروية وتعزيز بنيات الإيواء لفائدة المتعلمات بها. ويعكس استباق المبادرة من خلال برنامجها الرابع الذي يتمحور حول تعزيز الرأسمال البشري لدى الأجيال الصاعدة، مساهمة في تحسين العرض التربوي بالمنطقة، مع الإشارة لما يوفره الفضاء من خدمات الإيواء والإطعام لمجموعة من تلميذات العالم القروي،

 

أكدت مديرة دار الطالبة (أسول)، كوثر تامغيط، أن دار الطالبة، التي يقطن بها 48 فتاة، تعمل على ضمان خدمات الاستقبال والإيواء والإطعام والتتبع الجيد للمسار الدراسي، مبرزة أن هذه المؤسسة تسعى أيضا إلى تعزيز دورها في مواكبة الفتيات في وضعية دراسية صعبة بهدف تقليص آفة الهدر المدرسي. يذكر أن دار الطالبة "أسول" ليست مجرد فضاء اجتماعي، بل تعكس التزام المملكة الراسخ بضمان الحق في التعليم للجميع، من خلال حرصها على توفير كافة شروط نجاح هؤلاء الفتيات العازمات على التفوق رغم صعوبة الظروف المرتبطة بالتنقل وقسوة المناخ خاصة خلال فصل الشتاء.

اترك تعليقاً