المملكة المتحدة والسعودية تقيمان شراكة في مجال الحفاظ على التراث الثقافي السعودي
أعلنت جهات بريطانية رفيعة المستوى أن هيئة التراث التاريخية في إنجلترا تضع اللمسات الأخيرة على شراكة جديدة مع هيئة التراث السعودي، في مجال التراث الثقافي والحفاظ عليه، مع توجيه وزارة الأعمال والتجارة لدعم محافظة العلا لتصبح مركزا ثقافيا، ونقطة جذب سياحي على مستوى عالمي، حيث تم توقيع اتفاقيات لتقاسم الخبرات الثقافية والإبداعية رفيعة المستوى في المملكتين.
وقال رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر: "يسعدني أن تقيم المملكة المتحدة شراكات جديدة مع السعودية لحماية التراث الثقافي للعلا، من خلال تسخير الخبرة البريطانية"، مضيفا أنه "من خلال علاقات اقتصادية أعمق مع شركاء رئيسيين مثل السعودية، يمكننا إطلاق العنان للنمو وفرص جديدة في الداخل والخارج على حد سواء لإحداث التغيير الذي يشعر به العاملون في المملكة المتحدة".
وأضاف ستارمر، أن "اتفاقية الشراكة بين هيئة التراث التاريخية، في إنجلترا، وهيئة التراث السعودي، ستساعد على تعزيز أفضل ممارسات الحفاظ على التراث بين خبراء التراث في البلدين، وستسهم منظمة إنجلترا التاريخية في تطوير برامج تدريبية للمتخصصين السعوديين، في مجال الحفاظ وترميم وإعادة تأهيل المباني والآثار التراثية، فضلا عن تطوير استراتيجية جديدة لحماية التراث الصناعي السعودي".
جاء ذلك في بيان للسفارة البريطانية، أوردت مضامينه صحف محلية، ويعكس إفادات المكتب الصحافي المرافق لرئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر، الذي بدأ زيارته للسعودية، الاثنين، لتحفيز الاستثمار في المملكة المتحدة، مع تأكيدات على توظيف خبرات بريطانية لتعزيز التراث الثقافي والإبداع في السعودية.
ومن المقرر أن تشارك المملكة المتحدة خبرتها، الرائدة عالميا، في مجالات الثقافة والتراث والسياحة مع السعودية، لمساعدة البلاد على تحقيق طموحها في أن تصبح وجهة عالمية، حيث يشهد برنامج التعاون تبادل خبراء التراث من المملكتين، من حيث المعارف والمهارات، لدعم الحفاظ على المعالم الثقافية في المملكة العربية السعودية.
وسيكون هناك تركيز في البرنامج على تطوير المهارات داخل المجتمع المحلي في العلا، وذلك من خلال برامج التدريب والندوات وورش العمل، الرامية لتزويد السكان المحليين بالمعرفة والموارد اللازمة لدعم المدينة في ان تصبح وجهة مفضلة للزوار.
وجدير الإشارة إليه أن محافظة العلا (شمال غرب السعودية) تشتهر بتاريخها الثقافي الغني ومناظرها الطبيعية الخلابة، بدءا من منحدراتها الشاهقة من الحجر الرملي التي تتميز بنقوش صخرية قديمة ومعقدة، وحتى حصنها الواقع على قمة التل، والذي يعود تاريخه إلى القرن العاشر، والذي كان بمثابة الدفاع عن المنطقة.
كما تشتهر بكونها موطنا لموقع الحجر الأثري، أول موقع للتراث العالمي لـ"اليونسكو" في السعودية، حيث تهدف الهيئة الملكية لمحافظة العلا إلى جذب مليوني سائح سنويا إليها بحلول عام 2035، مع تحقيق 32 مليار دولار لاقتصادها.