المغرب والبرازيل علاقة اقتصادية متميزة


المغرب والبرازيل علاقة اقتصادية متميزة
أفريكا فور بريس - هيئة التحرير

      تعرف العلاقة الاقتصادية المغربية البرازيلية، تطورا ملحوظا، فمنذ زيارة صاحب الجلالة الملك محمد السادس عام 2004 ، اكتسبت شراكة المغرب مع هذا البلد الذي يبلغ عدد سكانه 215 مليون نسمة، وعملاق الاقتصاد في أمريكا اللاتينية، زخما حقيقيا بفضل العديد من الاتفاقيات الموقعة في مختلف المجالات وما فتئت المبادلات التجارية تزدهر بين البلدين.

وأشاد نائب الرئيس البرازيلي جيرالدو ألكمين مؤخرا بهذه الشراكة، قائلا إنه واثق من إمكانات تطوير التعاون الاقتصادي بين البلدين، وأعتقد أن هناك إمكانات كبيرة لزيادة حجم التجارة الثنائية وتقوية شراكتنا في المجالات ذات الاهتمام المشترك، مثل الطاقة المتجددة، فالمغرب هو ثاني أكبر شريك تجاري للبرازيل في القارة الأفريقية ومورد مهم للأسمدة الموجهة للصناعات الزراعية لدينا"، في إشارة إلى التجارة التي حققت أرقاما قياسية في السنوات الأخيرة لتصل إلى 3 مليارات دولار في عام 2022.
وقد عززت الأرقام الخاصة بالنصف الأول من العام الجاري هذا الاتجاه، حيث بلغت التجارة بين البلدين 641.65 مليون دولار، مسجلة قفزة بنسبة 37.16 بالمائة مقارنة بالأشهر الثلاثة الأولى من عام 2022.
وتقدر الصادرات المغربية إلى البرازيل 333.81 مليون دولار خلال الربع الأول، بزيادة قدرها 49.31 بالمائة مقارنة بالعام الماضي (223.56 مليون) ، بحسب البيانات التي تم الحصول عليها من وزارة التنمية والصناعة والتجارة والخدمات البرازيلية، التي تسجل فائضا تجاريا للمغرب قدره 26 مليون دولار.

كما أكد نائب الرئيس البرازيلي جيرالدو ألكمين، أن التعاون الاقتصادي مدعو ليشمل مجالات أخرى ذات قيمة مضافة عالية لكلا البلدين، حيث تركز التجارة حالي ا على القطاعات التقليدية للشريكين. الخدمات اللوجستية البحرية والأمن الغذائي والطاقات المتجددة والتعدين الخالي من الكربون والوقود الحيوي، والتي ليست سوى بعض القطاعات الواعدة في المستقبل.

في خضم التوطيد المستمر للتجارة منذ عام 2016، تم تعزيز التفاهم السياسي مع مختلف الرؤساء الذين تعاقبوا على حكم البرازيل. واعتبر تامر منصور، الكاتب العام لغرفة التجارة العربية البرازيلية، أنه "في ما يتعلق بالتجارة، فإننا نشهد دينامية نضج في العلاقات بين البرازيل والمغرب، وذلك على الخصوص بفضل عمل على مستوى التقارب السياسي بين البلدين ".

وقد أوضح الخبير البرازيلي في الجغرافيا السياسية والعلاقات الدولية، ماركوس فينيسيوس دي فريتاس، حول الأرقام الأخيرة حول التجارة بين البلدين، أن ازدهار التجارة الثنائية مرده إلى تميز العلاقات الثنائية ، القائمة على الاحترام المتبادل والبراغماتية.

ووفقا للباحث في مركز التفكير "مركز الأبحاث للجنوب الجديد" والأستاذ الزائر بجامعة الشؤون الخارجية الصينية، فإن "المغرب، شريك موثوق به ومستقر، يوفر للبرازيل فرصا هائلة للانفتاح على القارة الأفريقية، فالمملكة تتمتع أيضا بطابع استراتيجي يتمثل في كونها موردا مفضلا للأسمدة للبرازيل، التي لا يزال اقتصادها يهيمن عليه قطاع الأعمال الزراعية ".

في سياق هذا المناخ المشجع، فإن للبلدين آفاق واعدة في ظل حكومة لولا دا سيلفا، الذي استقبل في فاتح يناير رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، ممثلا لجلالة الملك في حفل التنصيب.
فمن المرجح أن تحافظ الاتفاقيات الأخيرة التي وقعها البلدان، بما في ذلك اتفاقية التعاون في مجال الدفاع، والتي اعتمدها البرلمان نهاية ماي الماضي، على زخم التعاون والتفاهم بين دولتين ملتزمتين بتحقيق أقصى استفادة من مؤهلاتهما والإمكانيات والفرص المتاحة لمنطقتيهما.

 

اترك تعليقاً