المغرب رائد في مجال التكنولوجيا الخضراء
أكد العديد من الخبراء في مجال التكنولوجيات الخضراء، أمس الخميس في ريميني، أن المغرب يوجد في طليعة الدول من حيث التنمية البيئية وتعزيز الطاقات المتجددة، وذلك بفضل مؤهلاته الكبيرة وسياسته الطاقية المبتكرة.
وخلال فعاليات معرض إيكوموندو 2024، الذي ينعقد بريميني الغيطالية من 5 إلى 8 نونبر، أكد عبد الصمد فائق، الأستاذ الباحث بجامعة محمد السادس متعددة التخصصات التقنية، ومدير مختبر المواد غير العضوية لتكنولوجيات الطاقة المستدامة، أن المملكة تعمل على ترسيخ مكانتها كدولة إفريقية رائدة في مجال التحول الطاقي، حيث قامت ببلورة مخططها الخاص للطاقة الشمسية وطاقة الرياح والطاقة الكهرومائية، وكذلك الأمونيا الخضراء.
وخلال استعراضه لمخطط المغرب لتطوير الطاقة المتجددة، سلط السيد فائق، الذي كان ينشط جلسة نقاش في إطار المنتدى الإفريقي الرابع للنمو الأخضر، الذي عقد على هامش معرض إيكوموندو، الضوء على المشروع الوطني لتطوير الهيدروجين الأخضر والمصانع العملاقة (gigafactories).
كما شدد على أهمية التكوين في مجال تركيب المنصات، وتكوين أطر الغد، على المستوى الوطني والإفريقي.
وبعد أن أشاد بالتعاون مع مؤسسة "حلول الطاقة المتجددة لإفريقيا" (RES4Africa)، التي تقترح تكوينات لتطوير مهارات مهنية جديدة في قطاع الطاقة، سلط السيد فائق الضوء على برنامج التكوين المغربي كنموذج يحتذى به من قبل الجامعات الوطنية والإفريقية.
وأوضح الخبير "هناك مشروعان قيد التنفيذ حاليا، وهما مشروع إنتاج الهيدروجين الأخضر للتصدير إلى أوروبا، ومشروع المكتب الشريف للفوسفاط لإنتاج مليون طن من الأمونيا الخضراء بحلول عام 2027، و3 ملايين طن بحلول عام 2032".
من جانبه، نوه رئيس قسم التعاون والتواصل واليقظة التكنولوجية في معهد البحث في الطاقة الشمسية والطاقات المتجددة، محسن بن مزيان، بجودة ومستوى التعاون بين المغرب وإيطاليا في مجال التكوين في قطاع الطاقة، مسلطا الضوء على أهمية مركز التميز في مجال الطاقة الذي ستستضيفه المملكة.
وأشار إلى أن المركز، الذي يندرج في إطار "خطة ماتيي"، سيتبادل المهارات والخبرات مع بلدان أخرى في القارة الإفريقية، مضيفا أنه "سيحدث فرقا من خلال إفراز جيل جديد من الخبراء القادرين على إيجاد حلول طاقية".
من جهته، قال خالد أطلسي، المستشار بسفارة المغرب في إيطاليا، إن المملكة استثمرت بكثافة في الطاقات المتجددة، وفقا للتوجيهات السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، حيث تم وضع نموذج تنموي شامل ومستدام سيعود بالنفع على القارة الإفريقية بأكملها.
كما أشار إلى أنه مع هدف إنتاج 52 بالمائة من الطاقة الكهربائية في البلاد من مصادر متجددة، بحلول عام 2030، فإن المغرب يثبت أن النمو الاقتصادي المتسارع يمكن أن يسير جنبا إلى جنب مع استراتيجية بيئية طموحة.
وأضاف السيد أطلسي أنه بفضل الرؤية المستنيرة لجلالة الملك، يعد المغرب، أيضا، رائدا في مجال الاقتصاد الدائري، الذي يعتبر ركيزة أساسية للنمو المستدام، مذكرا بإطلاق عدة مبادرات لإعادة تدوير واسترجاع النفايات، وتعزيز الاقتصاد الحيوي، وتشجيع التدبير المسؤول للموارد.
وأشار إلى أن هذه المبادرات تروم تعزيز شراكة المملكة مع الاتحاد الأوروبي، مع إقامة شراكات متينة مع العديد من البلدان الإفريقية في قطاعات الفلاحة المستدامة والولوج إلى الماء والطاقات المتجددة.
يذكر أن المنتدى الإفريقي الرابع للنمو الأخضر ينظم من قبل مؤسسة إيكوموندو، بالتعاون مع وزارة البيئة وأمن الطاقة الإيطالية وهيئة تنفيذ خطة "ماتيي".