الذكاء الاصطناعي يدخل بقوة في تطوير لقاحات المستقبل
نظرا لتحور فيروس "كوفيد-19»، وما صاحبه من تخوف على الصحة العالمية، قررت شركة بريطانية ناشئة متخصصة في التكنولوجيا الحيوية تطوير لقاحات مقاومة للمستقبل، باستخدام الذكاء الاصطناعي.
فهكذا، توظف مؤسسة Baseimmune الذكاء الاصطناعي للتنبؤ بالطفرات المستقبلية لمسببات الأمراض، بهدف تصميم لقاحات ضد الأمراض، مثل فيروس كورونا والملاريا، تجمع بين الفعالية القصوى والاستدامة.
ولوحظ أن تطوير اللقاحات المدعومة بالذكاء الاصطناعي تضاعف عشرة أضعاف، كما زاد الاهتمام بفكرة اللقاحات القابلة للتكيف، والتي يمكن تحديثها بسرعة للتعامل مع الطفرات الفيروسية الجديدة، وذلك منذ الأزمة الصحية لسنة 2020.
والشركة البريطانية، التي يوجد مقرها بلندن، حصلت على تمويل أولي قدره 14 مليون دولار من صندوق الابتكار في مجال الصحة العالمية، من العملاق الأمريكي MSD، لتحقيق مكتسبات عملية.
ويبدو أن شركة Baseimmune سائرة في مهمتها بدون كلل، وتؤكد قدرتها على تصميم لقاحات فعالة ضد الأمراض المعروفة، وكذا ضد المتحورات المستقبلية لهذه الأمراض..
وعموما فإن اللقاحات عادة ما تحتوي على مستضد واحد، أما خوارزمية التنبؤ الخاصة بهذه الشركة فتحلل البيانات الجينومية والوبائية والمناعية والسريرية لإنشاء مستضدات اصطناعية مستمدة من جينوم العامل الممرض بأكمله، وليس فقط من مكون واحد فقط. والهدف هو تطوير لقاحات مستقبلية يمكنها، وفقا للشركة، الحماية من الطفرات المحتملة.
وفي مقابلة مع صحيفة "فايننشال تايمز"، أشار ديفيد روبين، الرئيس التنفيذي للمستثمر الرئيسي MSD GHIF، إلى أنه نظرا لانتشار الشركات الناشئة المتخصصة في اكتشاف لقاحات الذكاء الاصطناعي والأدوية، كان المستثمرون يبحثون عن شركات قادرة على اختبار البيانات الناتجة عن الحسابات بشكل قاطع، موضحا أن "هناك الكثير من الشركات في السوق، ويجب أن يكون لديك عملية لإثبات أهمية البيانات، وإلا فلن يصدقها المستثمرون".
وفي حالة شركة Baseimmune، قال روبين إنه مهتم بالطريقة "المتطورة للغاية" التي تتبعها الشركة في معالجة كل شيء بدءا من أنفلونزا الخنازير وحتى أمراض أخرى معقدة، فضلا عن قدرتها على طرح المنتجات في السوق على وجه السرعة.
والشركة تطمح إلى "اختراق مستقبل الاستعداد للأوبئة"، وهو طموح يتقاسمه عدد كبير من الشركات الأخرى التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لتصميم اللقاحات، مثل شركة Evaxion، وهي شركة دنماركية تستثمر فيها مجموعة MSD أيضا. ومن جانبها، استثمرت شركة BioNTech العملاقة مبلغ 562 مليون جنيه إسترليني في الاستحواذ على الشركة البريطانية الناشئة InstaDeep لتحقيق نفس الهدف، بينما تعمل DIOSynVax في كامبريدج أيضا على تطوير مستضدات اصطناعية باستخدام النمذجة الحاسوبية.